عنوان الفتوى : حكم من استغاث بغير الله غير قاصد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع وبعد: فهنالك من العوام من إذا سقط من يده شيء قال كذا <كلمة وقحة > فهل فى هذا شيء أعني من ناحية الشرك، علما بأنه قد لا يكون مستغيثا حين يقول كلمته تلك؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنك لم تذكر الكلمة التي ينطق بها هؤلاء العوام، ولعلها نداء لمخلوق، فإن كانت كذلك فهذا لا يجوز لأنه استغاثة بغير الله تعالى، وهذا من الشرك الأكبر وهو الذنب الذي لا يغفره الله تعالى، كما قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]. فالله تعالى هو الذي يغيث من استغاثه ويجيب المضطر إذا دعاه، أما المخلوق أيا كان فلا يملك لغيره نفعاً ولا ضراً، وإذا كان الشخص نطق بهذه العبارة ولا يقصد الاستغاثة، وإنما جرت على لسانه خطأ أو نسيانا فهو معذور، لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وصححه الألباني، وكذلك أخرجه البيهقي في السنن. لكن على هذا الشخص أن ينتبه إلى خطورة هذا الأمر ولا يعود إليه وليستغفر الله مما وقع فيه، وليتذكر قول الله: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة. رواه البخاري. وما بين لحييه: هو اللسان وما بين رجليه هو الفرج. والله أعلم.