عنوان الفتوى : المعتدة عن وفاة.. خروجها للعمل.. مبيتها
توفي أبي، ودخلت أمي العدة، وقال لها النساء إنها لا تخرج من البيت، ولا تنام عند أحد حتى أولادها في مدينة أخرى، إضافة إلى تغطية شعر الرأس حتى أمام أولادها. سؤالي: الأمور التي تتردد في عدة المرأة المتوفى عنها زوجها هل هي مأخوذة من سنة الرسول أم من القرآن، مع الإشارة إلى أن الآية التي في القرآن الكريم لا تشير إلى عدم الخروج من البيت، وكيف تعمل المرأة العاملة في الدولة أو القطاع الخاص؟ ترجى الإشارة إلى الأحاديث الواردة وكذلك شرح ما في الآية القرآنية إن أمكن؟ ولكم جزيل الشكر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن على المرأة المتوفى عنها زوجها أن تتقيد بأحكام عدة الوفاة التي جاءت في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فيجب عليها المكوث في بيتها الذي توفي عنها زوجها فيه حتى يبلغ الكتاب أجله، وهو أربعة أشهر وعشرة أيام، إن لم تكن حاملاً، فإن كانت حاملاً فعدتها تنتهي بوضع حملها ولو وضعته بعد موته بلحظة، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً [البقرة:234]، وقال تعالى: وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ [الطلاق:4]. كما يجب عليها اجتناب الزينة من اللباس والحلي والطيب. وأما الخروج من البيت فإنه لا يجوز إلا لضرورة أو حاجة، وإذا خرجت المرأة لحاجتها فعليها ألا تبيت خارج بيتها. وأما معاملتها مع أبنائها فهي كما كانت في حالتها العادية، ولكنها لا تخرج من بيتها إلا إذا كان ذلك لحاجة أو ضرورة تقدر بقدرها كما تقدم. وأما المرأة العاملة أو الطالبة فلها أن تخرج لعملها إذا كانت تحتاج إليه ولم تجد إجازة في تلك الفترة، ولكن لا يجوز لها المبيت خارج بيتها كما قلنا، وذلك لما رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لامرأة من الأنصار في الخروج لإصلاح نخلها، ولمزيد من التفصيل والفائدة نحيلك إلى الفتوى رقم: 11576. والله أعلم.