عنوان الفتوى : الواجب في الاستنجاء
ما حكم الشك بعد تطهير النجاسة؟ بمعنى كنت قاعدا على الحمام و قررت أن أستنجي فمسكت ذكري وأوصلته بماء الشطاف ولكن بعد ما انتهيت كان إحساس داخلي قوي جدا بأني كنت ماسكا ذكري بطريقة أن الماء لم يصل إلى النجاسة وكأني كنت مغطيا على النجاسة، المهم لم أهتم بذلك ولبست ملابسي وصليت ومسكت بأيدي المفاتيح والقلم وأشياء لدرجة أني لا أعرف ما هي عدد الأشياء التي تنجست، والآن ضميري يوجعني ولكن أخذت أتبع كلام مفت مصري قال لي إذا تيقنت حتى بالنجاسة فإن هذا الموضوع يسقط ككل عني، ومن هنا ارتحت لأني حتى لو كنت متيقنا بالنجاسة أستطيع أن أعيش طبيعيا، فهل ما فعلته صحيح أو خطأ؟ ثاني شيء بقيت مشكلة كبيرة جدا بالنسبة لي أن أدخل الحمام لأتغوط لأني كلما أتبرز وينزل الغائط في ماء الحمام يطلع مكانه ماء من الحمام ويصعب علي غسله (كل الذي أعمله أن آخذ بكفي ماء من الشطاف وأكاثر بها المنطقة المتنجسة، وأحيانا لا أعلم هل طهرتها أو لا؟ لأني لا أرى شيئا، ولا أعلم هل غمرتها بالماء أو لا؟ أو كاثرت النجاسة بالماء أو لا) وممكن أن يدي تخبط على النجاسة التي على الشطافة نفسها أو جسم الحمام نفسه وأشك ساعتها في نجاسة يدي المهم ينتهى بي الحال أني أقوم وأستحم فأنا قربت أن أجن ماذا أفعل؟ فأنا أريد أن آخذ بفتوى الشيخ من دار الإفتاء المصرية حتى لو كنت متيقنا ولكن لأرتاح قليلا من موضوع النجاسة، ولأني كثيرا أبقى غير عارف آخذ أي قرار في موضوع النجاسة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن الواضح أنك مصاب بالوسوسة، وعلاج هذه الوساوس هو الإعراض عنها وتجاهلها وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601، والشك في تطهير النجاسة بعد الفراغ لا أثر له، فالشك بعد الفعل لا يؤثر كما ذكر ذلك أهل العلم، فالأصل إذا أنك طهرتها فابن على هذا الأصل واعمل به، واعلم أن الواجب في الاستنجاء هو صب الماء على الموضع المتنجس حتى يغلب على الظن زوال النجاسة، ويكفي في هذا غلبة الظن ولا يشترط اليقين، وانظر الفتوى رقم: 132194، وإذا شككت في أنه قد أصابتك نجاسة من المرحاض فلا تلتفت إلى هذا الشك، ولا تحكم بأنه قد أصابك شيء إلا إذا حصل لك اليقين بذلك، فإذا تيقنت تنجس موضع معين من بدنك فاغسل هذا الموضع كما تفعل بصب الماء عليه، ويكفيك هذا في تطهيره، والأمر بحمد الله سهل متى ما تجاهلت الوساوس ولم تبال بها.
والله أعلم.