عنوان الفتوى : على الزوج أن يتقي الله في نفسه وفي زوجته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا امرأة متزوجة منذ تسع سنوات ولي ثلاثة أطفال وأنا أقيم في أوروبا وسؤالي لسيادتكم هو أني أحيانا أحس بغربة شديدة وأتمنى أن تكون لي صديقة وفعلا أقابل أناساً كثيرين من بلادي ولكن المشكلة أن زوجي لا يريد أن تكون لي علاقة مع أي امرأة مع العلم يا شيخ أني والحمد لله متدينة إلى حد كبير فأرجو من سيادتكم أن تنصحني ماذا أعمل مع العلم أني أشغل نفسي في أمور كثيرة ولكن أتمنى أن يكون لي صديقة خصوصاً أنني في الغربة أرجو منك يا شيخ أن توجه لزوجي كلمة أو نصيحة. وشكراً على هذا المجهود.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلتعلم السائلة الكريمة أن الحياة الزوجية خصوصا ، والحياة كلها عموما لا تخلو من بعض المنغصات، فالصبر وغض الطرف عن الأخطاء، وتحمل كل من الزوجين ما يصدر من الآخر... مما يعين على التغلب على مشاكل الحياة. والله تعالى يقول: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة:237]. كما ننصحها بأن تشغل وقت فراغها في ما يعود إليها بالنفع في دينها وفي دنياها، وبإمكانها أن تضع برنامجا لذلك، فمثلاً من وقت كذا إلى كذا للحفظ والقرآن وتلاوته.... ومن وقت كذا إلى كذا لتعليم بعض الحِرَف المهنية.... فهذا مما يساعد على تحمل الغربة، وفي الوقت نفسه استفادة من الوقت وانشغال فيما ينفع. وربما أدى الاختلاط بالناس إلى كثرة القيل والقال، وهدر الأوقات الثمينة فيما لا يرضي الله تعالى. كما ننصح هذا الزوج بأن يتقي الله تعالى في نفسه وفي زوجته، وليعلم أنها أمانة عنده، وعليه أن يمكنها من الاتصال بأهلها وأقاربها وصديقاتها إذا كان لا يضر به ذلك، ولم تترتب عليه مفسدة... وعليه أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في إكرام زوجته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي رواه الترمذي. والله أعلم.