عنوان الفتوى : حكم طاعة المرأة زوجها في غسيل الملابس وكيها وترك غرفتها لينام فيها منفردا
لدي زوجتان - الحمد لله - ووضعنا مستقر، طلبت منهن غسل وكي الملابس، وأن أنام وقت القيلولة وحدي؛ حيث إن وقت القيلولة لدي لا يتجاوز الساعة، وإحداهن اعتذرت بسبب عدم استطاعتها كي الملابس، وكذلك لا ترغب في ترك غرفتها، ووافقت الأخرى فهي تقوم بغسل الملابس، وكذلك تترك لي غرفتها وقت القيلولة، فما رأي الشرع؟ ولكم جزيل الشكر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل السائل الكريم يستفهم عن حكم طاعة الزوجة لزوجها في هذه الأمور الثلاثة، فإن كان الأمر كذلك:
فإنه يجب على المرأة طاعة زوجها في غسل وكي الملابس ما لم يشق عليها ذلك، أو تتضرر به؛ إذ الراجح من كلام أهل العلم وجوب خدمة المرأة زوجها في البيت - الخدمة الباطنة - بحسب ما يقتضيه العرف، وغسل الملابس وكيها داخلة عرفًا في خدمة الزوج الباطنة، فتكون واجبة عليها.
وينظر الترجيح في الفتوى رقم: 13158، كما ينظر أصل الخلاف في الفتوى رقم: 14896.
وأما خروجها من غرفتها - لينام فيها الزوج منفردًا - فهذا لم نجد من أهل العلم من يقول بوجوبه؛ لأن السكن الملائم حقها الشرعي بموجب عقد الزوجية، فإن فعلت ذلك تفضلًا منها فهو من مكارم الأخلاق، وحسن المعاشرة، والإيثار المستحب، كما قال تعالى مادحًا الأنصار: وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {الحشر:9}، وينبغي للزوج أن لا يحمل نساءه ما يشق عليهن.
وراجع للفائدة الفتوى: 115078 بعنوان: حدود طاعة الزوجة لزوجها.
والله أعلم.