عنوان الفتوى : وجوب تسليم الزوجة إذا طلبها الزوج
أنا فتاة عقد علي شاب تقريبا منذ شهر رجب الماضي، واستلمت المهر، وقد سجلني في الأحوال تبعا له، وفي جميع الأمور الحكومية، ووليمة زفافنا بطلب من أمي ستكون متأخرة بعد ستة أشهر. المشكلة أنه لا يستطيع القدوم إلي إلا في عطلة نهاية الأسبوع، للزيارة والجلوس معي بحكم عمله، ولأن المسافة بين بيتنا وبيتهم ما يقارب 40 دقيقة. وأمي رافضة لقدومه في عطلة نهاية الأسبوع؛ لأنها تكون خارج المنزل، ولا تريد أن يأتي إلا وهي موجودة، وتغضب مني وتصرخ، وقد كبر الموضوع رغم إخباري لها بمراعاة ظروفه وأحواله، ورغم وجود أبي، إلا أنها ترى أنه لا يستطيع إدارة ذلك، ويجب أن تسمع كلمتها، هو بسبب هذا الأمر يقول: لأجل كذا سأقدم الزواج طالما أني لا أستطيع رؤيتك والحديث معك، وأمي تقول: لو تقدم فلن أحضر، ولست ابنتي. يا شيخ الموضوع أتعبني بحق، أنا لم أر منه سوءًا منذ العقد، بالعكس رجل يحترمني، ويراعيني، ويخاف علي، وفي مثل سني. ومتفهم جدا بأن أمر الدخول بعد الإعلان، وقد لمست منه خوفه علي، واحترامه. فماذا أفعل؟ وفي هذه الحالة تُقدم طاعة من؟ ودعواتك لي يا شيخ بتيسير الحال وصلاحه، وتمامه.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت، فإنّ أمّك متعنتة، ولا حقّ لها في التضييق على زوجك، ومنعه من تعجيل الدخول، ولا تلزمك طاعتها في ذلك؛ فإن من حقّ زوجك أن يطالب بتسليمك، ولا حق لأوليائك في منع ذلك دون عذر.
قال ابن قدامة: إذا تزوج امرأة مثلها يوطأ، فطلب تسليمها إليه، وجب ذلك. المغني.
والذي ننصحك به أن تكلمي أباك ليتفاهم مع زوجك، ويسلمك له إن لم يكن هناك مانع، وينبغي السعي في إقناع الوالدة، وبيان الحكم الشرعي لها، حتى تكون راضية، ولا تجد في نفسها عليك.
وفي كل الأحوال عليك برّ أمّك والإحسان إليها، ولا تجوز لك الإساءة إليها، فإن حقّ الأمّ عظيم.
والله أعلم.