عنوان الفتوى : رتبة حديث: اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي ...
هل ثبت حديث: اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي ـ قرأت في بعض المواقع والمنتديات أن إسناد دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: اللهم أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس… إلى آخر الحديث عند خروجه من الطائف، إسناد ضعيف؟ وما مدى صحة هذا الرأي؟ وهل يجوز قوله على سبيل الدعاء؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالقصة أوردها الطبراني في معجمه الكبير، وفي الدعاء، قال ابن عدي: في الكامل في الضعفاء: لم نسمع أن أحدا حدث بهذا الحديث غير أبي صالح الراسبي. انتهى.
ونقله عنه ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ولم يتعقبه، وقال الهيثمي في المجمع: وفيه ابن إسحاق، وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات ـ وذكرها الألباني في الضعيفة، وضعفها في فقه السيرة.
ومن أهل العلم من حسن القصة كالشيخ حسين سليم أسد في تحقيقه مجمع الزوائد، فقد حسن الإسناد، وأتى له بشاهد مرسل، وأوردها غير واحد ممن التزم الصحيح في كتابة السيرة كأصحاب كتاب: صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر صلى الله عليه وسلم، ومحمد الفالوذة في الموسوعة في صحيح السيرة النبوية، وإبراهيم العلي في صحيح السيرة النبوية، وذكر له شاهدا، فلا يبعد أن القصة محتملة للتحسين.
ولا نعلم أحدا من أهل العلم استنكر معناه، بل أورده ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مواضع، وذكره في رسالة العبودية في الشكوى إلى الله، وأنها لا تنافي الصبر، وذكر نحوه ابن القيم في عدة الصابرين، وأوردها في زاد المعاد، فلا مانع ـ إن شاء الله ـ من الدعاء به، ولو لم تصح القصة.
والله أعلم.