عنوان الفتوى : اعتبار التقارب بين الزوجين فيما سوى الدِّين أمر مطلوب
أسعدكم الله. أنا فتاة عمري 23 سنة، وأرغب في الزواج، ولم يتقدم لي التقيّ، وكنت قد سجلت نفسي في موقع (مودة للزواج) من أجل شخص معين، كنت قد قرأت بياناته سابقًا، فاستخرت الله عليه، وأرسلت له، فقال لي: إنه قد لا يجد مثلي، ولكن ظروفه المادية حاليًا صعبة، وقد يرجئ الموضوع لمدة لاحقة، وأخبرته أني سأنتظره، وأنا -والحمد لله- متدينة كثيرًا -بفضل من الله-، ولكن أشعر أني أحب هذا الرجل جدًّا، وأول مرة في حياتي أشعر بمحبة تجاه رجل بهذه الصورة، ولم أره، ولكني أحببته حبًّا عظيمًا، وأفكر فيه وقتًا كثيرًا، وأدعو له وأبكي، وهو سوري، وأعلم أن أهلي لا يزوجون إلا سعوديًّا، وهذا يزيدني همًّا، وأنا أرغب فيه لدينه، وخلقه، والدِّين عندي أغلى من كل شيء في هذا الزمن، والله ما أفكر في مال، ولا دنيا، وأنا أستخير الله عليه كل يوم أكثر من مرة، ولا يذهب عن بالي، بل أشعر أني أرتاح لشخصه كثيرًا، وأطلب نصيحتكم، ماذا أفعل مع الأهل إذا صار الموضوع جِدًّا؟ هل من حقي أن أصرّ على ذلك أم إني أسلم بقرارهم؟ وأهم شيء عندي رضا الوالدين بعد رضا الله، لكني أريد أن أعرف هل لي حق في هذا الأمر أم لا؟ وقررت في نفسي إذا لم أتزوج به ألا أتزوج أبدًا على أن أكون له زوجة في الجنة -جزاكم الله خير الجزاء-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الرجل كفؤًا لك، فلا حق لوليّك في منعك من التزوج به، وإذا منعك كان عاضلًا، ويجوز لك حينئذ رفع الأمر للقاضي الشرعي، أو التزوج عن طريق الولي الأبعد، وراجعي الفتوى رقم: 32427.
لكن الذي ننصحك به: أن تنصرفي عن هذا الرجل، ولعلّ الله تعالى يعوضك خيرًا منه، وقد سبق أن بيّنّا في كثير من الفتاوى أنه رغم ترجيحنا لاعتبار الدِّين وحده معيار الكفاءة، إلا أن اعتبار التقارب بين الزوجين في الأمور الأخرى أمر مطلوب، فهو أدعى لتقارب الطباع بين الزوجين، ويسر التفاهم، واستقامة الحال بينهما، وانظري الفتوى رقم: 26055.
وننبهك إلى أنّه لا يجوز لك التواصل مع هذا الرجل بالرسائل، أو غيرها، ما دام أجنبيًّا عنك، وانظري الفتوى رقم: 1932.
كما ننبهك إلى أنّ إعراضك عن الزواج بغير هذا الرجل مطلقًا رغبة في زواجه في الجنة، مسلك غير مشروع، وراجعي الفتوى رقم: 189347.
والله أعلم.