عنوان الفتوى : حكم علاج العقم بوضع حزام فيه عقرب ميت حول خاصرة المرأة
أنا متزوجة منذ أربع سنوات، وعمري 28 سنة، وليس لدي أولاد ـ والحمد لله ـ راجعنا في البداية الأطباء وكانت لدينا مشاكل بسيطة لا يستغرق علاجها أكثر من شهر ـ بفضل الله ـ فحدث حمل مرة واحدة فقط قبل سنتين، وفي بداية الشهر الثاني صار عندي نزيف وتوفي الجنين في داخلي في بداية الثالث، وعملت كورتاجا لإنزاله، ثم ذهبت إلى الشيوخ ـ بعد اقتناعي بأن مشكلتي ليست طبية، وإنما من قبل الشياطين والجان ـ والعياذ بالله ـ حيث عندي مشاكل في النوم وكوابيس مستمرة وأحلم بحيوانات سوداء تهجم علي ولا يمكنني الاختباء عنها وأشخاص يعبثون بي، فأستيقظ مرهقة مع شعور بألم شديد في رحمي، وكنت أتكلم في نومي، وأفتح عيني عند النوم فأثير ذعر زوجي ونفوره مني ـ فقالوا بأن عندي تابعة من الجن أو الشيطان، وهي التي تمنع الحمل، وقرأوا علي القرآن، ولكن لم أداوم على الذهاب بسبب تعسر الظروف عندي أو عند الشيخ نفسه، فكنت أداوم على الأذكار وسورة البقرة وأشعر بتحسن ـ والحمد لله ـ من غير حمل، ومنذ أكثر من سنة ذهبت إلى أحد الشيوخ فأكد لي أن حل المشكلة عنده ـ بإذن الله ـ وقال بأنه سيعطيني حزاما فيه عقرب ميت أضعه حول خاصرتي إلى أن أضع المولود وقال بأنه يجب أن أسمي المولود بسند، مع العلم أن هنالك الكثير من النساء ذهبن إليه فحدث معهن الحمل حتى بعد أن خلعوا الحزام وغيروا اسم المولود، فهل هو دجال؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لنا ولكم العافية وحصول الذرية المباركة، وأما عن حال هذا الراقي المذكور: فالظاهر أنه دجال، وقد ذكر أهل العلم أن ما لا يعرف نفعه بالشرع ولا بالتجربة والعادة، لا يجوز اعتقاد نفعه، ولا الرقية والعلاج به، ولا يصدق المشعوذون في ذلك، ولا يعمل بتوجيهاتهم فيه، وقد نص أهل العلم على أنه من الشرك أن يعتمد إنسان شيئًا من الأمور سببًا لشيء إلا ما أذن الله فيه من ذلك شرعًا أو حسًّا، قال الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب التوحيد: القاعدة أن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سببًا، فإنه مشرك شركًا أصغر. انتهى.
وذكر الشيخ في الكتاب نفسه في فوائد حديث عمران بن حصين: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة، فقال: انزعها، فإنها لا تزيدك إلا وهنًا، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدًا ـ قال: إن الأسباب التي لا أثر لها بمقتضى الشرع أو العادة أو التجربة لا ينتفع بها الإنسان. اهـ.
وعليك بالاستعانة بالصبر والصلاة والدعاء أوقات الإجابة، والمواظبة على قراءة سورة البقرة والرقية الشرعية، فقد قال الله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ{ البقرة، 45}.
ويمكنك قراءة أي سورة من القرآن والدعاء بها، لما في الحديث: من قرأ القرآن، فليسأل الله به. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
وراجعي للمزيد في الرقية والسلامة من شر الشياطين الفتويين رقم: 80694، ورقم: 33860.
والله أعلم.