عنوان الفتوى : ماذا يجب على من فسد صومه؟
استمنيت وفسد صومي، وأستغفر الله، ولكن قمت بالشرب بعدها، فهل يتوجب عليّ شيء غير القضاء؟ وإن وجد برهان من السنة أفضل مع الشرح -بارك الله فيكم-. أتمنى أن تدعوا لنا أن يزيل عنا هذا الفعل الشنيع، فهو أمر مقرف، والعذاب النفسي بمعرفتي أني أعصي الله أشد من أي عذاب، والله كل مرة أقول: "آخر مرة" وأنوي، ولكن ما ألبث حتى أقع فيها مرة أخرى، والأسوأ أني أكذب في توبتي واستغفاري ونيتي كل مرة. أدعو الله أن يميتني، ويُريحني من عذاب معصيته، فكلما طال العُمر زاد الذنب، ولا سبيل لي إلا الزواج؛ فأنا سوري، ولم يبق لنا شيء إلا رحمة الله، وأردت الجهاد كي أبتعد عن حياتي المُقرفة، لعل الله يغمُرُني برحمة، ووقفت بوجهي أمي، ولي أخ به جن، ولا تستطيع عليه، فهو يُزعجها ويسبها. أتوب، وأستغفر، وأنوي وأمسك نفسي حتى إني أكون جالسًا فتبدأ الأفكار تراودني، فأبتعد، وأفعل أي شيء، ولكن تعود مرة ثانية، حتى عندما أكون مرهقًا بشدة، وأريد النوم، فلا أستطيع النوم، أتقلب يمينًا ويسارًا لساعات حتى أفعلها في النهاية. بالنسبة لأخي فهو حفظ القرآن بالسند وهو في عمر 18 سنة، وبدأ بتعلم القراءات، وفجأة أصبح به جن، والآن أصبح في عمر 36 سنة، ولا يُخطئ في القراءة غيبًا، حتى وهو بهذه الحالة أخذ الأول في المسابقات التي تقدم لها، كنا نريد تقديمه لمسابقة الملك فهد، ولكن تم الرفض من الأوقاف، وخلال هذه الفترة أخذناه لشيوخ، وأسمعناه أشرطة رقية فيخرج، أو يربط الجني، ثم يعود كما كان، وآخر مرة عرضناه على شيخ في الأردن يبدو عليه الصلاح، فقال بأن به مارد، والمشكلة أنه يزعجنا، ويزعج الناس في المسجد، ويستهزئ أحيانًا بقراءة القرآن، والأذان، والصحابة، ويُلهي نفسه بقراءة القرآن أثناء قراءتي كي لا يسمع. أفيدوني -جعل الله الفردوس مقامكم-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لنا ولك التوبة، والعون على الاستقامة، والبعد عن جميع المعاصي، ونفيدك أنه يجب على من فسد صومه بالاستمناء، وغيره، أن يمسك عن المفطرات بقية يومه، ولا يلزمه غير القضاء -على الراجح-، وذهب بعض أهل العلم -كالمالكية- إلى وجوب الكفارة عليه.
وعليك أن تجاهد نفسك في حملها على التوبة، وسلوك طريق الاستقامة، والبعد عن المعاصي، واحرص على الصحبة الصالحة؛ فهي خير معين على التوبة، واحرص كذلك على الزواج، ولو أن تتزوج امرأة متوسطة الحال، أو كبيرة في السن؛ فإن تحصيل العفة، والبعد عن المعاصي واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وأما عن مسألة الأخ: فنوصيكم بتعاهد رقيته، وعرضه على من يعرف الرقية من أهل الصلاح، والاستقامة.
والله أعلم.