عنوان الفتوى : الواجب قضاء ما يغلب على الظن براءة الذمة
مضت علي 4 رمضانات لم أصم فيها جيدا، أو على الأرجح لم أصمها، وأفطرت فيها متعمدة (مثلا: سأشرب الماء وأشرب، كنت حديثة البلوغ طبعا في ذلك الوقت (أي عمري 12 سنة) ولم أتعود على الصيام قط) لا أتذكر جيدا حقا إذا كنت قد صمت الشهر كاملا؛ لأني لم أكن أصلي. كنت أعلم أن الإفطار لا يجور إلا بعذر، ولكن لم أكن أعلم عن هذه النقاط الثلاث. 1- أنه يجب علي قضاء الأيام التي أفطرتها في رمضان. 2- أنني إذا لم أقضها قبل رمضان، سوف أطعم عن كل يوم مسكينا، مع قضاء تلك الأيام. 3- أن الصيام لا يقبل إلا بالصلاة. لو كنت أعلم ذلك، لاكتفيت بأيام دورتي؛ لأني لو داومت على فعلتي لشقيت!! هل يجب علي الآن أن أصوم 4 أشهر قضاء؟ أو لا يجب علي؛ حكم جهلي بما يترتب عليها من تبعات؟ لقد تبت الآن، وصمت رمضانين كاملين. ماذا عن ال 4 رمضانات الفائتة. هل يجب أن أصوم لمدة 4 أشهر كاملة؟ للعلم بقي على رمضان القادم 4 أشهر، وأنا لم أقض بعد رمضان الفائت (8 أيام منه)، ولا أستطيع أن أطعم مسكينا عن كل يوم؛ لأنه ليس لدي المال لذلك، وأنا فتاة ذات 17 عاما. أستطيع فقط أن أتصدق ب 10 جنيهات، أو 20 جنيها على الأكثر، وهذا إذا أعطاني أبي، أو أمي المال. الرجاء الإجابة؛ لأني في حيرة من أمري.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب عليك هو قضاء عدد ما أفطرته من الأيام فقط، فإن كنت أفطرت جميع تلك الشهور، فعليك قضاؤها جميعا.
وإن كنت أفطرت بعض الأيام دون بعض، فعليك قضاء ما أفطرته فقط، وإن شككت فيما يلزمك، فاعملي بالتحري، واقضي ما يغلب على ظنك براءة ذمتك به.
وأما كفارة تأخير القضاء، فلا تلزمك ما دمت جاهلة بحرمة تأخيره، كما ذكرنا ذلك في الفتوى: 123312.
وإنما يجب عليك القضاء بحسب استطاعتك، وما عجزت عن قضائه هذا العام، يبقى في ذمتك حتى تقضيه متى قدرت على ذلك. وعليك أن تتوبي إلى الله تعالى، وتلتزمي بصلاتك وصومك؛ فإن السعادة والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، لا تنال إلا بطاعة الله تعالى.
والله أعلم.