عنوان الفتوى : إلقاء السحر في البحر خلاف الأولى
أريد أن أستفسر عن سؤال ضروري: كان لي ابن عم ذهب إلى ساحر وأعطاه أشياء يستخدمها حتى يفك له السحر، فقمت بأخذ هذه الأشياء والحجاب وقرأت عليها آية الكرسي 7 مرات، وقمت بإلقائها بالنيل؛ لأنها من عمل الشيطان. وبعد فترة راودني شعور أن هذه الأشياء من الممكن أن تؤذي أحدًا آخر. فأرجو الإفادة هل ما عملته صحيح أم خطأ؟ لأن بداخلي شعور يكاد يدمرني بأن من الممكن أن يتأذى أحد بسببي.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا نسأل الله لنا ولكم وللمسلمين العافية.
وأما عن الأشياء المذكورة: فإن كنت تعتقد أن بها سحرًا فالأولى هو دفنها، كما أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين وجد السحر الذي عمله له اليهودي، ففي الحديث المتفق عليه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سُحر النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه، ثم قال: أشَعَرْتِ يا عائشة أن الله قد أفتاني في ما استفتيته فيه. قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجليَّ، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب. قال: ومن طبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زُرَيق. قال: في ماذا؟ قال: في مُشط ومُشاطة وجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَر. قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان. قال: فذهب النبي -صلى الله عليه وسلم- في أناس من أصحابه إلى البئر، فنظر إليها وعليها نخل، ثم رجع إلى عائشة فقال: والله لكأن ماءها نقاعة الحنَّاء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين. قلت: يا رسول الله؛ أفأخرجته؟ قال: لا، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيت أن أثوِّر على الناس منه شرًّا. وأمر بها فدُفنت.
ونرجو أن لا يكون عليك شيء في إلقائه بالبحر؛ فإن إلقاء السحر في البحر يساوي دفنه في الأرض، فكل منهما يؤدي لإتلافه فلا تعتبر مخطئًا فيما عملت، وإن كان الأولى أن تدفنه، وانظر الفتوى رقم: 102425.
والله أعلم.