عنوان الفتوى : حديث : ( وعزَّتي وجلالي ، لا أقبض عبدي المؤمن وأنا أحبُّ أن أرحمه...) لا أصل له .

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أردت التأكد من صحة هذا الحديث ، ونص الحديث : ( وعزَّتي وجلالي ، لا أقبض عبدي المؤمن وأنا أحبُّ أن أرحمه إلا ابتليتُه بكل سيئة كان عملها سقمًا في جسده ، أو إقتارًا في رزقه ، أو مصيبةً في ماله أو ولده ، حتى أبلغ منه مثل الذر ، فإذا بقي عليه شيء شددتُ عليه سكرات الموت ، حتى يلقاني كيومَ ولدته أمُّه ).

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

الحمد لله

أولا:

حديث :  وعزَّتي وجلالي ، لا أقبض عبدي المؤمن وأنا أحبُّ أن أرحمه إلا ابتليتُه بكل سيئة كان عملها سقمًا في جسده ، أو إقتارًا في رزقه ، أو مصيبةً في ماله أو ولده ، حتى أبلغ منه مثل الذر ، فإذا بقي عليه شيء شددتُ عليه سكرات الموت ، حتى يلقاني كيومَ ولدته أمُّه  .

حديث : لا أصل له ، أي: ليس له إسناد ، ولا جود له في كتب السنة المعتمدة .

وينظر : https://dorar.net/fake-hadith/244

وعليه : فلا يجوز نشره إلا من باب تبيين عدم ثبوته ؛ ومن نشره مع علمه بعدم صحته فقد وقع في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :   لا تكذبوا علي فإنه من كذب علي فليلج النار   رواه البخاري (106).

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :   من حدث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبِِينَ  رواه مسلم (1).

وينظر جواب السؤال رقم : (34725)، (6981).

ثانيًا:

يغني عن هذا الحديث الباطل، ما ثبت في السنة ، من تكفير الخطايا بالبلاء الذي يصيب المؤمن في الدنيا :

فقد روى الترمذي (2399) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :  ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ، وولده ، وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة  رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2280) .

وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ  . رواه الترمذي (2396) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1220) .

وروى مسلم (2572) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً  .

وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً ؟ قَالَ : (الأَنْبِيَاءُ )، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ :  ثُمَّ الصَّالِحُونَ إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُهُمْ إِلاَّ الْعَبَاءَةَ يُحَوِّيهَا ، وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلاَءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ  رواه ابن ماجه (4024) ، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" .

وينظر جواب السؤال رقم: (12099)، ورقم: (21631).

والله أعلم.