الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا تقام الجمعة في مكان العمل المشار إليه، ما دام هناك مساجد قريبة، وأمكن أداء الجمعة فيها، وقد سبق أن بينا في عدة فتاوى، عدم جواز تعدد الجمعة من غير حاجة.

  جاء في فتاوى اللجنة الدائمة، عن جنود في معسكر، بجانب حي تقام فيه الجمعة: أما الجمعة فعليكم أن تصلوها في المساجد القريبة منكم، التي تقام فيها الجمعة. اهـ.
وإن مُنِعْوا من الذهاب للمسجد، صلوا ظهرا.

  سُئِلَ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "أحياناً يكون هناك معسكرات مغلقة، قريبة من القرى، ومن قوانينها أن من فيها لا يخرج، فهل يصلون الجمعة داخل المعسكرات؟"
فأجاب بقوله: يصلونها ظهراً مثل المسجونين الذين في السجن، في نفس المدن، لا يقيمون الجمعة؛ لأن هذا معذور. اهـ.
وسئل أيضا:لو كان أناس الآن يعملون في مكان، وكان قريب منهم بلدة تقام فيها الجمعة، وذاك على حسب العمل أنهم لا ينصرفون في وقت الجمعة هل لهم أن يصلوا في مقرهم؟
فأجاب بقوله: لا يصلوا الجمعة، لكنهم إذا كان بينهم وبين مكان إقامة الجمعة أكثر من فرسخ، فلا جمعة عليهم، ولو كان أقل، لكن ما يستطيعون حسب وقت العمل (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا). اهــ.

والله أعلم.