عنوان الفتوى : حكم التخلف عن الجمعة والجماعة بدون عذر
هل تجوز صلاة الجمعة في البيت بدون عذر؟ وهل لا بد من تأدية جميع الصلوات في المسجد، أم تجوز تأديتها في البيت؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه لا تجوز صلاة الجمعة في البيت، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 138968.
واعلم أن ترك الجمعة من غير عذرٍ هو من خصال المنافقين، وقد روى الإمام أحمد وابن ماجه وابن خزيمة وغيرهم عن أبي الجعد الضمري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ترك ثلاثَ جُمَعٍ تهاوناً من غير عُذر؛ طبع الله على قلبه». قال ابن خزيمة: [قال في خبر ابن إدريس: «طُبع على قلبه»، وفي خبر وكيع: «فهو منافق»]. اهـ.
وأما حكم أداء الصلوات الخمس في البيت بدون عذر. فمحل خلاف بين أهل العلم، فمنهم من يرى أن من أداها في البيت بدون عذر، آثم بكل حال، وذلك لوجوب صلاة الجماعة عنده في المسجد، ومنهم من يفرق بين من يصليها في البيت جماعة، وبين من يصليها منفردا، فيرى أن من صلاها في البيت جماعة، فقد أدى الواجب عليه، وفاته فضل المشي إلى المسجد، وتكثير جماعته، وأن من صلاها في البيت منفردا من غير عذر، فهو آثم، لتركه الواجب، وهنالك فريق ثالث يرى عدم وجوب صلاة الجماعة أصلا، وبينا هذه الأقوال، وأدلتها في الفتوى رقم: 191365.
والله أعلم.