عنوان الفتوى : قبلة المصلي داخل الكعبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهإذا حصل وصلينا داخل الكعبة أين تكون القبلة؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصلاة مستحبة في الكعبة نفلاً أو فرضاً عند جمهور العلماء، وذهب ابن عباس رضي الله عنهما إلى أن الصلاة داخلها لا تصح مطلقاً، وعللَّه بأنه يلزم من ذلك استدبار بعضها، وقد ورد الأمر باستقبالها فيحمل على استقبال جميعها.
وبهذا القول قال بعض المالكية والظاهرية والطبري، وقال المازري : المشهور في المذهب منع صلاة الفرض داخلها ووجوب الإعادة. وعن ابن عبد الحكم الإجزاء. وأطلق الترمذي عن مالك جواز النوافل. انتهى من كلام الحافظ ابن حجر في الفتح.
وعليه، فإذا صلى داخل الكعبة فإنه يصلي في أي مكان منها إذا استقبل جدارًا منها، أو إلى الباب إذ يصدق عليه أنه مستقبل الكعبة.
روى البخاري بسنده عن سالم عن أبيه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت هو وأسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة، فأغلقوا عليهم، فلما فتحوا كنت أوَّل من ولج فلقيت بلالاً فسألته، هل صلَّى فيه رسول الله ؟ قال: نعم بين العمودين اليمانيين.
قال الشافعي : فيصلي في الكعبة النافلة والفريضة، وأيَّ الكعبة استقبل الذي يصلي في جوفها فهو قبلة... ولو استقبل بابها فلم يكن بين يديه شيء من بنيانها يستره لم يجزه. انتهى من الأم.
وقال النووي : ... وإذا صلى في الكعبة فله أن يستقبل أي جدار شاء، وله أن يستقبل الباب إن كان مردوداً أو مفتوحاً، وله عتبة قدر ثلثي ذراع تقريباً. انتهى.
والله أعلم.