عنوان الفتوى : حكم من دخل الصلاة بنية المغرب ولما سلم حول نيته للعصر وأتى بركعة
فاتتني صلاة العصر، وأقيمت صلاة المغرب، فصليت إماما، وبعد أن سلمت من الصلاة قمت وجئت بالرابعة على أنها صلاة العصر، ثم ذهبت إلى مسجد آخر فصليت المغرب، فهل يصح ما فعلته أم لا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن من واجب المسلم أن يتفقه في أمور دينه خصوصا فروض العين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. متفق عليه.
وفي خصوص ما ذكرته هنا: فإنك ذكرت أن التي أقيمت هي صلاة المغرب، وأنك سلمت منها بعد ثلاث، ثم جئت برابعة على أنها العصر، فإن كنت تقصد من هذا أنك دخلتها بنية المغرب ثم حولتها عصرا، ولما سلمت جئت برابعة العصر فهذا قد حصل فيه البطلان بسببين:
أحدهما: تبديل النية، فقد قال النووي في المجموع وهو شافعي: قال الماوردي: نقل الصلاة إلى صلاة أقسام:
أحدها: نقل فرض إلى فرض، فلا يحصل واحد منهما. اهـ
والثاني: السلام قبل إكمال الصلاة على تقدير أنك حولتها عصرا، فقد جاء في الفواكه الدواني شرح رسالة ابن أبي زيد المالكي: وأما لو سلم عالما عدم إتمامها أو شاكا في إتمامها ولم يكن مستنكحا، فإن صلاته تبطل.
وجاء في كشاف القناع وهو حنبلي: وإن سلم قبل إتمام صلاته عمدا أبطلها.
وعلى أية حال، فهذه الصلاة لا يمكن تصحيحها عصرا، فإن كنت أردتها عصرا ـ وهو ظاهر سؤالك ـ فقد علمتَ أنها باطلة، وبالتالي فالواجب عليك إعادة صلاة العصر.
وأما المغرب: فإنك لا تحتاج إلى إعادتها، لأنها لو كانت هي المقصودة وقلنا ببطلانها بسبب تغيير النية أو بسبب آخر فإنك ذكرت أنك صليتها في مسجد آخر.
والله أعلم.