عنوان الفتوى : الأحسن للداعي أن يتخير من أسماء الله ما يناسب حاجته
هل يجوز التداوي بذكر أسماء الله الحسنى، بمعنى ذكر اسم معين لكل مرض اعتقادا بأن هذا الاسم يشفي من هذا المرض ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تعالى أمرنا أن ندعوه بأسمائه الحسنى كلها لما شئنا من خيري الدنيا والآخرة، فقال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180].
وفي الحديث: اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك...... رواه أحمد.
والأحسن للداعي أن يتخير من أسمائه تعالى ما يناسب حاجته، فيدعوه به فإذا دعا بالمغفرة ناسب أن يقول: يا غفور يا رحيم اغفر لي، وإذا دعا بأن ينتقم من الظالمين ناسب أن يقول: يا قوي يا عزيز انتقم، وهكذا، ويدل على هذا ما جاء في القرآن كقول الله تبارك وتعالى للداعين له: قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [الأعراف:151].
وقال تعالى: فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ [الأعراف:155].
واعلم أن أسماء الله تعالى تتفاضل.. فبعضها أفضل من بعض، ويدل على ذلك النصوص التي ورد فيها ذكر اسم الله الأعظم أو الأكبر، منها: ما رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما عن بريدة الأسلمي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمع رجلاً يقول: "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد" فقال صلى الله عليه وسلم: دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب.
وننبه هنا في مسألة التفاضل في أسماء الله سبحانه وتعالى إلى شيئين:
الأول: ليس معنى التفاضل أن المفضول من أسمائه معيباً منقوصاً؛ بل كل أسمائه في غاية التمام والكمال وليس فيها نقص.
الثاني: ما يعتقده بعض عوام المسلمين من أن لكل اسم منها خواص وأسراراً تتعلق به حتى أن بعضهم يزعم أن لكل اسم خادماً روحانياً يخدم من يواظب على الذكر بهذا الاسم، أو أن لكل مرض اسم يشفي منه، فكل هذا من القول على الله بغير علم، ولم يثبت فيه نص صحيح من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.