عنوان الفتوى : معنى قول ابن كثير: هذا حديث غريب عزيز

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما صحة هذا الحديث: روى الحافظ ابن عساكر عن أبي موسى الأشعري قال، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة دعي بالأنبياء وأممهم، ثم يدعى بعيسى فيذكره اللّه نعمته عليه فيقر بها، فيقول: يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ـ الآية، ثم يقول: أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون اللّه ـ فينكر أن يكون قال ذلك، فيؤتى بالنصارى فيسألون فيقولون: نعم، هو أمرنا بذلك قال: فيطول شعر عيسى ـ عليه السلام ـ فيأخذ كل ملك من الملائكة بشعرة من شعر رأسه وجسده، فيجاثيهم بين يدي اللّه عزَّ وجلَّ مقدار ألف عام حتى ترفع عليهم الحجة، ويرفع لهم الصليب، وينطلق بهم إلى النار. رواه الحافظ ابن عساكر، وقال ابن كثير: هذا حديث غريب عزيز.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد تقدم الكلام على أنواع الأحاديث ومعنى الغريب والعزيز في الفتوى رقم: 11828، وذكرنا أن العزيز هو ما لا يقل رواته عن اثنين في جميع طبقات السند، وأن الغريب هو ما ينفرد بروايته راو واحدٌ.

وأما جمع الحافظ ابن كثير بين الغريب والعزيز في وصف الحديث: فالظاهر أنه لم يرد بالغريب هنا المعنى الاصطلاحي الشائع عند المتأخرين، وإنما أراد الإشارة إلى ضعف الحديث ونكارته، وقد جاء في لسان المحدثين لمحمد خلف سلامة في الهامش: ولكن بعض العلماء من المتأخرين يستعملون أحياناً كلمة: غريب ـ للتعبير عن المنكر، منهم ابن كثير في تفسير القرآن العظيم. اهـ.
وعلى هذا، فالظاهر أن الحديث المذكور منكر عند الحافظ ابن كثير، والمنكر من أقسام الحديث الضعيف، وانظر الفتوى رقم: 47945.

والحديث أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر، والمتقي الهندي في كنز العمال، ولم نجد من تكلم على سند الحديث سوى الحافظ ابن كثير.

والله أعلم.