عنوان الفتوى : اللائق بمنزلة الأنبياء انتفاء سؤالهم في قبورهم
السلام عليكم هل الأنبياء يسألون في القبور؟ وهل تجوز مثل هذه الأسئلة؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالصحيح من أقوال العلماء أن الأنبياء لا يسألون في قبورهم.
قال في الدار المختار: والأصح أن الأنبياء لا يسألون... أي في قبورهم.
وسئل الشهاب الرملي عن الأنبياء: هل يسألون كآحاد الناس أم لهم سؤال مخصوص بهم؟ وهل الشهداء كالمقتول بالطعن أو البطن أو الحرق أو الغرق أو نحو ذلك يسألون في قبورهم أو لا؟
فأجاب بأنه: لا يسأل النبيون في قبورهم، وكذلك شهيد المعركة.
وفي نهاية المحتاج للشهاب الرملي في الفقه الشافعي: والأصح أن الأنبياء لا يسألون، لأن غير النبي يسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف هو يسأل عن نفسه؟.
وقال في الفواكه الدواني في الفقه المالكي عند شرح قول المصنف: وأن المؤمنين يفتنون في قبورهم قال: وأن المؤمنين... عام في كل مؤمن إلا من ورد عدم سؤاله كالأنبياء.
وقال ابن القيم في كتابه الروح: وقد اختلف في الأنبياء، هل يسألون في قبورهم؟ على قولين هما وجهان في مذهب أحمد وغيره.
والذي يظهر أنهم لا يفتنون - يسألون - لأن هذا هو اللائق بهم وبمكانتهم وعصمتهم، لأنه قد صح الحديث في شهيد المعركة أنه يأمن فتنة القبر، فالنبي من باب أولى.
ومثل هذا السؤال لا حرج فيه إن كان قصد السائل صحيحاً، وقد سئل الأئمة -كما عرفت- عن ذلك، فأجابوا السائل ولم ينكروا عليه.
والله أعلم.