عنوان الفتوى : حكم غياب الموظف بعض الأيام لقلة العمل وكثرة الموظفين
تعينت حديثا في أحد المراكز الحكومية، ونحن 9 صيادلة مُعيَّنين من الحكومة في هذه الصيدلية، والصيدلية صغيرة يصعب أن نكون موجودين فيها في وقت واحد، ولكن الحكومة ملزمة بتعييننا بعد التخرج، كما أن المهمة المطلوب منا إنجازها كل يوم يستطيع 2 فقط منا إنجازها! فوجدتهم يقسّمون الأيام بينهم، بحيث كل واحد ينزل للعمل يومين، وهذا بعلم المدير. ولكن حينما يكون هناك تفتيش من الحكومة ينزلوا للعمل كلهم في هذا اليوم. هل يجوز لي أن أعمل يومين فقط مثلهم؟ علما أنني لو نزلت كل يوم لن يكون هناك عمل أعمله، ولكن سيكون فقط مجرد روتين، علما أيضا أن الحكومة ليست عادلة على الإطلاق، وتظلم الناس أشد الظلم، وتعتقلهم، خاصة الملتزمين، والقائمون عليها يسرقون أموال الشعب، ولا يهمهم مصلحة الناس. وإن كان حراما فأنا أصلًا طالبة علم شرعي في أحد المعاهد التي بها امتحانات، وتحتاج إلى وقت، وكنت قد قررت أن أخصص ثلث راتبي كل شهر -إن عملت- لمساعدة الفقراء، فما رأي حضراتكم: هل أؤجل طلب العلم هاتين السنتين (أستطيع بعد السنتين أن آخذ إجازة)، وأذهب كل يوم إلى العمل أم أترك العمل وأستمر في طلب العلم؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمتم تحضرون جميعًا للعمل في أيام التفتيش الحكومي، فهذا يعني أن غيابكم يكون دون علم الجهة المخولة بتنظيم العمل، وبالتالي؛ فلا يفيدكم علم مديركم وإذنه، ولا يجوز لكم التخلف عن العمل وتقسيم الأيام بينكم. بخلاف ما لو أذنت الجهة المخولة بذلك، فلا حرج حينئذ في هذا التقسيم. وراجعي في ذلك الفتويين: 121729، 166149.
وأما مسألة طلب العلم: فلا نرى لك تأجيله، بل الأفضل أن تستمري في المعهد العلمي الذي التحقت به وتتركي العمل.
وأما التصدق: فنيَّة المؤمن أبلغ من عمله، فإن كان عندك ما تتصدقين به فالحمد لله، وإلا فلك أجر نيتك، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما؛ فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا؛ فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان. فهو بنيته، فأجرهما سواء ... الحديث. رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح. وابن ماجه، وأحمد، وصححه الألباني.
والله أعلم.