عنوان الفتوى : النهي عن استقبال القبلة واستدبارها بالبول
هناك مثال يقوله الأولون عن كيفية معرفة القبلة في البر، وهو: أن تبول وتنظر أين يذهب البول ؟ فإن ذهب يمينا فالقبلة إلى اليمين، وإن ذهب يسارا فهي إلى اليسار، وزميلي قالها لي وكان مازحا، ثم قال: لا, كنت أكذب. فهل هذا يكون من الاستهزاء بالقبلة؟ وفقنا الله وإياكم لصواب القول والعمل، وجزاكم الله خيرا بمساعدتكم في نشر العلم ورفع الجهل، وعسى الله أن يوفقكم بالفتاوى، وأن لا تخافوا في الله لومة لائم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي السؤال نوع تعارض؛ لأنك ذكرت أن هناك مثالا يقوله الأولون عن كيفية معرفة القبلة... ثم ذكرت أن زميلك قالها لك وكان مازحا، ثم قال: لا, كنت أكذب... فأين الكذب إن كانت المقالة من كلام الأولين؟ ولماذا أنت تنسبها إلى الأولين إن لم تكن من كلامهم، وإنما أنشأها زميلك كذبا!... فلا يخفى -إذن- أن هذه إحدى وساوسك التي لا تنتهي!!
وعلى أية حال؛ فإن هذا ليس فيه استهزاء بالقبلة إن كان زميلك إنما حكى مقولة خاطئة يحكيها بعض الأوائل، ولكنه ينبغي التنبه إلى احترام اتجاه القبلة، وأنه ثبت النهي عن استقبال القبلة واستدبارها بالبول، كما في الحديث عن أبي أيوب في الصحيحين: لا تستقبلوا القبلة بغائط أو بول، ولا تستدبروها.
وعليك أن تعالج نفسك من الوسوسة في مسألة الاستهزاء، بالإعراض عن التفكير فيها، وعدم الالتفات إليها، وأشغل النفس عنها، واطرح عنك هذه الأوهام والأفكار، ولا تجعل للشيطان عليك سبيلًا، فإن الوسوسة مرض عضال، والتفكير فيه والاسترسال معه يزيده تمكينًا. وراجع لمزيد الفائدة عن الوسائل المعينة على ذلك الفتويين التالية أرقامهما: 51601، 184323، وإحالاتهما.
والله أعلم.