عنوان الفتوى : حديث: (اللهم زدنا ولا تنقصنا..) بين المضعفين والمصححين
سألت سؤالا على موقعكم المبارك ورقم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهون عليك أيها الأخ الكريم فالخطب يسير، وليس الأمر على ما تصورت من أننا نضرب بآراء المحدثين عرض الحائط مقتصرين على قول الألباني أو غيره، بل الشيخ الألباني كغيره من أهل العلم يوافَق ويخالَف، وليس نقل كلامه بمانع من الاستفادة من غيره ممن هو مثله أو أجل منه، وهذا الحديث المشار إليه لم ينفرد الألباني بتضعيفه، ولا نحن اخترنا القول بضعفه تحيزا أو تقليدا عن غير بصيرة، بل قد ضعفه إمام عصره النسائي كما ضعفه الذهبي، فأي تثريب علينا إذا وافقنا هؤلاء الأئمة، وقد بينا وجه ضعف الحديث، وأن علته يونس بن سليم وهو لا يعرف كما قال النسائي، فعلة الحديث ظاهرة، وإذا كان كذلك فالمعتمد قول المضعف وهم أئمة كبار قدمهم في هذا الشأن أي قدم، ولسنا بصدد الحكم على منهجية الشيخ الألباني في التصحيح والتضعيف، ولكن الذي نعتقده أن الشيخ ـ رحمه الله ـ من أجل من خدم علم الحديث في هذا العصر، ولا ريب في سعة اطلاعه ووفور علمه في هذا الفن، ومع ذا فلم يتوقف علم الحديث عنده، وليس قوله بحجة على قول غيره، بل هو كغيره من أهل العلم يؤخذ من قوله ويرد، ونحن في موقعنا كثيرا ما نخالف أقوال الشيخ إلى أقوال غيره ممن هو مثله أو أجل منه، ولو تتبعت فتاوانا ظهر لك هذا، فليس لهذا التشنج في سؤالك ما يسوغه، والخطب كما ذكرنا يسير، ولو قلدت أنت من يرى صحة هذا الحديث فلا تثريب عليك، والشأن في هذا العلم كالشأن في غيره، من ظهرت له الحجة فيه اتبعها، ومن لم تظهر له الحجة قلد من يثق به من العلماء، وقد قال العراقي في ألفيته:
فاعن به ولا تخض بالظن ولا تقلد غير أهل الفن
والله أعلم.