عنوان الفتوى : هكذا يبلغ الحسد والبغي بصاحبه!!!
أنا طالب سياسة واقتصاد، والموضوع: أنه في فترة الامتحانات كنت أشعر بالغيرة الشديدة من طالب في الكلية، ويوجد ملف اسمه الفيش والتشبيه للتاريخ الأخلاقي للشخص، للعمل بعد التخرج في السلك الدبلوماسي، كل ما فعتله هو: تأجير بلطجية لاغتصاب هذا الشاب، وتصويره، وإظهار الفيديو بشكل أنه تم تحت رضاه، لفضحه بين الناس، وتمت هذه الجريمة بنجاح، لكني أعيش الآن في جحيم بكل معنى الكلمة، فهذا الشاب وصلت إليه عشرات التهديدات بالقتل، لإقامة الحد عليه، وهنا أصلًا الشرطة لا تهتم بأي قضية إلا القتل، والإرهاب، وتم فصله من الكلية، والآن علمت أنه قام بالانتحار خوفًا من كلام الناس، وقد سمعه أهله في الصعيد، وترك رسالة بذلك، فماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله -تعالى- العفو والعافية، فهكذا يبلغ الحسد والبغي بصاحبه حتى يورده المهالك، قال الماوردي في (أدب الدنيا والدين): اعلم أن الحسد خلق ذميم، مع إضراره بالبدن، وفساده للدين، حتى لقد أمر الله بالاستعاذة من شره، فقال تعالى: {ومن شر حاسد إذا حسد} [الفلق: 5] وناهيك بحال ذلك شرا. وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «دب إليكم داء الأمم قبلكم: البغضاء والحسد، هي الحالقة، حالقة الدين، لا حالقة الشعر...» ... وقال بعض السلف: الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء ـ يعني حسد إبليس لآدم عليه السلام ـ وأول ذنب عصي الله به في الأرض ـ يعني حسد ابن آدم لأخيه حتى قتله ـ ... اهـ.
ولسنا ندري بماذا نخاطب السائل على هذه الجريمة الفظيعة التي ارتكبها، فآذت صاحبه حتى حملته على قتل نفسه!!! ولولا علمنا بواسع رحمة الله تعالى، وعظيم فضله، لَمَا رأينا له مخرجا، فتب إلى الله توبة نصوحًا تليق بقدر جرمك، وعظيم ذنبك، وأتبع سيئاتك الكبار بالحسنات العظام، وأكثر من الاستغفار، والدعاء لنفسك ولمن آذيت، وراجع للفائدة الفتويين: 23183، 3944. وما سبق أن أجبناك به في الفتوى رقم: 262978.
والله أعلم.