عنوان الفتوى : التوبة الصادقة المستجمعة للشروط مقبولة
أنني شاب أبلغ ال"22" من العمر وبقدر المستطاع، لدي التزام بالدين لكنني ومنذ تقريبا أكثر من 4 سنوات وأنا أمارس العادة السرية وبعد كل عملية أكره نفسي وأتوب ... لكنني لا أستطيع تركها، فأسأل هل يقبل الله مني توبتي في كل مرة..التي أحيانا" لا يبقي لي أمل في قبول التوبة مني وأظن أن الرحمن لا يستجيب دعواتي وقد يراودني الشك بأنني مطرود من رحمة الله؟ فأفتوني إلى متى أتوب ؟؟ وهل يقبل الله توبتي كل مرة أتوب ؟ مع العلم أنني في كل مرة أعد الله عدم الرجوع إلى تلك الفعلة.. مع تقديراتي ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعادة السرية محرمة، ولا يجوز تعاطيها، ولها أضرار على دين المرء وبدنه، وللتعرف على ذلك تراجع الفتوى رقم: 7170.
وأما قبول التوبة فالله تعالى يقبل توبة من تاب إليه توبة صادقة، وليعلم أن التوبة الصادقة هي المستجمعة لشروط أربعة وهي: الإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على أن لا يعود إليه، وإرجاع الحقوق إلى أهلها إن كان الذنب متعلقاً بالخلق، فإن تخلف شرط من هذه الشروط فالتوبة غير نصوح، والله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً [التحريم:8].
وعلى المسلم أن يجاهد نفسه، ويكرر التوبة كلما أذنب، ويستعين بالله تعالى على نفسه والشيطان الداعيين إلى كل سوء. فمع المجاهدة والاستعانة بالله تعالى يحصل المقصود، والله تعالى يقول: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69].
وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم. أخرجه مسلم.
والله يقبل توبة عبده إذا صدق فيها فهو سبحانه القائل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طـه:82]
أما أن يتوب وهو عازم على الرجوع إلى الذنب ولم يندم على ما فعل فهذا متلاعب بأحكام الشرع مصر على الذنب سائر في سبيل هلكة؛ إلا أن يتداركه الله برحمته.
والله أعلم.