عنوان الفتوى : كُـرْهٌ دون بغـض وعـقـوق
بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة والصلاة والسلام على رسولنا محمد جزاكم الله خيراً...سؤالي يتعلق بالوالدين وباختصار: بعد وفاة والدتي رحمها الله شعرت بأنني كنت مقصراً بدفع الظلم عنها من والدي الذي كان دائم الظلم لها وأنني لم أدافع عنها، سؤالي إني الآن أشعر بعدم الحب تجاه والديرغم أني لا أشعره بذلك وحريص كل الحرص على طاعته رغم أنه يمارس نفس دوره السابق بالظلم تجاهنا جمعيا وخاصة أنه يسمع ويطيع زوجته الجديدة ويعاملها بعكس ماكان يعامل أمي، هل أحاسب على ما أكنه في قلبي تجاه والدي من عدم الحب -----ألخوالسلام عليكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن دفع الظلم عن المظلوم واجب على من قدر على دفعه، وقد أخرج البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قالوا يا رسول الله، هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً؟! قال: تأخذ فوق يديه.
فإن رأيت والدك ظالماً وجب عليك أن تأخذ على يديه وأن ترده عن ظلمه وذلك بالنصيحية والبيان والتذكير بالله تعالى، فإن استجاب لذلك وإلا فسلط عليه له تأثير عليه من أهل الخير والصلاح من الأصدقاء دون الأمراء، وعليك أن تدعو له بالهداية والتوبة.
ولا يحملك فعله هذا على كراهته وبغضه لأن ذلك من العقوق بل يجب أن تحبه وتحسن إليه، وإن كنت تكره أفعاله السيئة، وتصرفاته الخاطئة، كما لا يجوز أن تطيعه في غير المعروف، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وعليك أن تكثر من الدعاء والصدقة لأمك، وعليك أن تستغفر الله تعالى وتتوب إليه إن كنت قصرت في نصرتها وهي مظلومة، وكنت تقدر على دفع الظلم عنها.
كما لا يجوز أن يغضبك إحسان أبيك إلى زوجته ومعاملته لها بالحسنى لأن هذا مطلوب منه بل وينبغي أن تفرح بذلك، وإن كان والدك لم يقم بذلك تجاه أمك فيكفيه تقصير واحد، فلا تدع للشيطان سبيلاً للإفساد بينك وبين أبيك أو بين زوجته.
والله أعلم.