عنوان الفتوى : كيفية التوبة النصوح من علاقة الشاب ببنت فيما حرم الله
حضنت فتاة، وفي أول مرة كان ذلك بدون قصد مني، وكانت تلك رغبة الفتاة، وبعد ذلك اتفقنا على مواعيد، والتقينا تقريبا 3 مرات، وفي كل مرة كنا نقف ما يقرب من دقيقتين، وكنت أحضنها، وأقبلها في خدها فقط، ولكن كنت لا أحس بشهوة في داخلي عندما تكون أمامي، ولكن عندما تكون بعيدة عني أحس بشهوة كبيرة، وكنت أجعلها ترسل لي صورا لها بشعرها، ولكنها صور عادية. أنا الآن لا أعرف ما ذا أفعل؟ وأتمنى جدا أن أتوب، لكن لا أعرف كيف أتوب؟ لقد قطعت علاقتي بهذه الفتاة، على الرغم من أنها قريبة لي، وقطعت كل وسائل الاتصال التي كنا نتصل بها. كل مرة كنت أفعل ذنبا وأتوب، كنت أحس في قلبي حلاوة التوبة، وأحس أن الله غفر لي، ما عدا هذا الذنب اللعين. فماذا أفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فباب التوبة مفتوح، لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، وشروط التوبة هي: الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم معاودته، والندم على فعله.
فما دمت قد قطعت علاقتك بتلك الفتاة، وعزمت على عدم معاودة هذا الفعل المنكر مرة أخرى، وندمت على تقصيرك، وتفريطك في حق ربك تعالى، فإن هذه توبة صحيحة، مقبولة إن شاء الله، فعليك أن تكثر من الاستغفار، والندم الشديد على ما فرط منك، وأن تجتهد في فعل الحسنات الماحية؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، وأحسن ظنك بالله تعالى، واعلم أنه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، فمهما كان الذنب عظيما، فإن عفو الله للتائب أعظم، ورحمته به أوسع.
فأقبل على الله، وبدل سيئاتك حسنات، واجتهد في مرضاته سبحانه، وابتعد عن أسباب الفتنة والشر، ثم أحسن ظنك به سبحانه، واعلم أن توبتك متى صدقت، رجعت كمن لم يقع منه الذنب أصلا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. أخرجه ابن ماجه.
والله أعلم.