عنوان الفتوى : لا بأس بالأخذ بقول عدم انتقال النجاسة إذا كان أحد الجسمين رطبا
السلام عليكم كنتم قد أفتيتم في فتوى أن انتقال النجاسة لا يتم إذا كانت النجاسة جافة والجسم الآخر رطب، وكنت أستخدم هذه الفتوى كثيرا في أمور حياتي، فأحيانا إذا أصاب الجوال نجاسة لا أمسحها، حتى ولو تعرقت يدي شيئا بسيطا أصغر من حبات الملح، والآن أصابني وسواس قهري بأن كل ما كنت أفعله غلط، وأني إذا أمسكت جوالي ويدي رطبة بعرق أنها تنجست، وأني نقلت النجاسة إلى أغراضي الخاصة والمسجد، فامتنعت من الذهاب إلى المسجد خوفا من أني أمسكت الجوال ويدي رطبة، ومسكت مقود السيارة ويدي رطبة، ونجست السيارة، فأخاف أن أركب وتتنجس ملابسي، فأريد توضيحا للفتوى، وهل إذا كنت ما فعلته غلط بأني اعتبرت أن النجاسة لا تنتقل، وذهبت إلى المسجد وصليت ويدي تعرقت تعرقا بسيطا جدا أصغر من حبات الملح؟ وهل تنتقل النجاسة لسجاد المسجد؟ علما بأن السجاد جاف، ويدي يمكن أنها أصيبت بنجاسة من الجوال أو من مقود السيارة، إذا كان فهمي للفتوى صحيح، والناس الذين سلمت عليهم ما شأنهم؟ أفيدوني وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما، والذي ننصحك به هو الإعراض عن الوساوس وأن لا تلتفت إلى شيء منها، واعلم أن عدم انتقال النجاسة إذا كان أحد الجسمين رطبا هو مذهب بعض أهل العلم كما ذكرناه في الفتوى رقم: 154941، ولا حرج عليك البتة في العمل بهذا القول ما دمت مصابا بالوسوسة، وانظر الفتوى رقم: 181305، ومن ثم فلا تحكم بتنجس يدك ولا غيرها فضلا عن انتقال النجاسة إلى ما عدا ذلك، وأعرض عن كل هذه الوساوس ولا تعرها اهتماما، واذهب للمسجد وعش حياتك بصورة طبيعية، وقاوم هذه الوساوس ما أمكنك، فإنه لا علاج لهذه الوساوس سوى الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601 .
والله أعلم.