عنوان الفتوى : خطورة القيام بدعوة غير المسلمين إن لم يكن للمسلم علم يدفع به الشبهات
دخلت غرفة دردشة نصرانية بالإنجليزية، وتحدثت كأني باحث عن الحقيقة بين الإسلام والنصرانية، ولم أخبرهم أني مسلم، والهدف من ذلك كان معرفة لماذا يرون الإسلام خاطئًا، ودحض الشبهات بقدر الإمكان بسبب عدم خبرتي التامة بالإسلام، وبعضهم أعطاني إعجازًا علميًا خاطئًا في نظرهم، ولعدم معرفتي بشرح الآية مسبقًا أخبرته أنني لم أقرأ الإنجيل أو القرآن حتى لا يظنني مسلمًا، وحاولت دحض شبهة زواج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من عائشة -رضي الله عنها- بأنه لو كان هناك خطأ فيما فعله لاعترضت قريش على فعلته، وعدم اعتراضها دليل على أن ذلك كان كالشيء المشهور لديهم، فلم تأخذ قريش بذلك لمحاربة الإسلام، وبقيت شبهة كتابة النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن، فنسيت أن أدحضها، فهل ما فعلته حرام، رغم أمني للفتنة في ذلك الوقت، وكانت نيتي صادقة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يأجرك على نية الدعوة إلى الله، ولكن ننبهك إلى أن الدعوة إلى الإسلام -مع فضلها العظيم- تشتمل على مخاطر كبيرة إن لم يكن للمسلم علم يدفع به الشبهات.
فليس للمسلم الذي ليس لديه علم أن يُقدِم على مجادلة هؤلاء، وسماع شبهاتهم، فقد تقع في قلبه شبهة فتفسده، وانظر الفتاوى: 60891، 187249، 209698.
ويمكنك ربطهم ببعض المواقع المختصة، وقد ذكرنا بعضها في الفتوى رقم: 21599.
وأما الكذب فالأصل تحريمه -ولو كان بغرض دعوتهم- وكان يمكنك استبدال ذلك بالمعاريض، ففيها مندوحة عن الكذب، لا سيما إذا كان يمكنهم مكالمتك مع إخبارك بالإسلام، ويمكنهم الإفصاح عن موانع دخولهم في الإسلام، وراجع الفتوى رقم: 111246.
وراجع للفائدة الفتويين التاليتين: 201658، 248527.
والله أعلم.