عنوان الفتوى : حكم سماع الشبهات وما يفعل عند سماعها
عندما أسمع أسئلة إلحادية عن قدرة الله، فإني أقول إن الله قادر على كل شيء، و أصرف ذهني إلى أمر آخر، ولا أتعمق وأبحث في الجواب عن هذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على المسلم أن ينأى بنفسه عن سماع شبهات أهل الإلحاد والبدع، فإن القلوب ضعيفة، وكان أئمة السلف مع سعة علمهم يعرضون عن سماع الشبهات، أخرج عبد الرزاق في المصنف عن معمر قال: كنت عند ابن طاووس وعنده ابن له إذ أتاه رجل يقال له صالح يتكلم في القدر، فتكلم بشيء فتنبه، فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه وقال لابنه: أدخل أصابعك في أذنيك واشدد، فلا تسمع من قوله شيئاً، فإن القلب ضعيف.
وقال الإمام الذهبي: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة. اهـ.
لكن إذا قدر أن سمع المرء شبهة في دينه واحتاج إلى دفعها فينبغي أن يسأل أهل العلم حتى يبينوا له، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتقى الله، وإذا شك في نفسه شيء سأل رجلا، فشفاه منه. أخرجه البخاري.
أما من سمع شبهة فأعرض عنها ولم يبال بها لعلمه المجمل ببطلانها فقد أحسن، ولا عليه من تقصي الجواب في دفعها .
والله أعلم.