عنوان الفتوى : هل يكمل إعمار المسجد إن علم أن الأرض مخصصة من الدولة لشيء آخر
كنت أعمر مسجدا تابعا لجمعية خيرية منذ فترة من الوقت في منطقة الدويقة، وعندما كنا نقوم بنقاشة حمام المسجد وجدنا فيه عمود نور أي أن مكان المسجد لم يكن مخصصا له، بل كان جزءا من الرصيف أو حديقة، وسألت فقيل لي: هكذا يصبح المسجد على أرض مغتصبة من الدولة وبدون ترخيص، ولا يجوز الصلاة فيه، وأن من أعمره آثم، وقيل لي أيضا إن منطقة الدويقة كلها مأخوذة وضع يد من الدولة، وهذا يشمل منطقة المسجد. وسؤالي: هل أكمل إعمار المسجد؟ أم أكون أعمرت مسجدا على أرض مغتصبة، وأصبح آثما، وآخذ ذنب كل من صلى فيه؟ وهل إذا أخذنا ترخيصا من الحكومة ببناء المسجد يمكن لنا أن نكمله وتصح الصلاة فيه أم لا؟ لأننا لم نفعل ذلك من البداية، وإذا أكملنا إعماره هكذا يصبح حراما علينا ؟ وإذا لم أكمل إعمار المسجد، وأكملت هذه الجمعية إعماره هل أصبح آثما لأني أعمرته معهم في البداية مع أنني كنت لا أعلم ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فقد سبق لنا أن أصدرنا فتوى في حكم الصلاة في مسجد بني على أرض مملوكة للدولة بلا إذنها وهي برقم: 164839 وما دام أنكم وجدتم ما يدل أو يشعر بأن المكان مخصص من الدولة لشيء آخر، فلا ينبغي حينئذ استكمال البناء حتى تراجعوا الدولة، وتأخذوا منها ترخيصا للبناء؛ لأن وجود عمود إنارة يدل على أن المكان مخصص لجهة ما ، فإن ظهر أن الأمر كذلك لم يجز استكمال البناء، وينقض ما بنيتموه إلا أن تأذن لكم الدولة في استكماله ، وإن ظهر أن المكان ليس مخصصا لأحد، ولا ملكا لأحد جاز لكم استكمال البناء .
والله تعالى أعلم.