عنوان الفتوى : طلب صديقي المساعدة فاتفقت مع المعقب وأخذت مبلغا دون علمه فما الحكم؟
كان عليّ دين قدره 6000 ريال، ولم أستطع سداده، وتعرض أحد أصدقائي لحالة اشتباه، وكان بريئًا، وتم حجزه عند الشرطة، للترحيل إلى بلده، وعندما زرته، طلب مني مساعدته عن طريق بعض الناس للتوسط له؛ لعلاج مشكلته، وقال لي: إنه على استعداد أن يدفع أية أموال على شرط أن يخرج من هذه المحنة، ولا يُرحل، وبالفعل قمت بالاتصال بأحد المعقبين، والذي طلب مبلغ 5000 ريال، فعرضت على المعقب أن يطلب مبلغ 100.000 وأخذت مبلغ 5000 حتى أتمكن من سداد ديني دون علم صديقي، أنني أخذت مبلغ 5000، علمًا أنني قمت بعدة اتصالات مع بعض الناس حتى أستطيع مساعدته، وفي كل مرة أتصل بصديقي هذا، ويقول لي: إنه على استعداد أن يدفع أكثر، مقابل أن يخرج من هذه المحنة، وبالفعل بعد عدة جهود خرج، واستلمت المبلغ، وسددت ديني، فما الحكم في ذلك؟ وهل هذا المبلغ يعد أتعابًا لي أم إنني أعد خائنًا للأمانة، وهذا المال حرام، وأعد خائنًا لصديقي؟ أفيدوني -جزاكم الله خيرًا-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دام صاحبك لا يعلم أنك أخذت لنفسك من هذا المال، ويظن أن المعقب الذي أنهى معاملته هو من أخذه كله، ويتعامل معك على أنك وكيل عنه، فلا يجوز لك أن تأخذ من هذا المال شيئًا؛ فإن الوكيل مؤتمن، ويلزمه أن يعمل لمصلحة موكله، ولا يجوز له أن يأخذ شيئًا لنفسه دون إذنه.
فعليك أن تتوب إلى الله تعالى، وتستحل صاحبك، وتخبره بحقيقة الأمر، فإن طابت نفسه لك بهذا المبلغ، فلا حرج عليك، وإن كنت لا تستطيع إخباره، أو كنت تخشى إن أخبرته أن تفسد ذات بينكم، فرد المال إليه بأي سبيل تيسر، دون أن تخبره بحقيقة الواقع.
والله أعلم.