عنوان الفتوى : تهافت الزعم بوجود أربعة رجال شواذ في حديث: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون..
لقد رأيت أنكم حكمتم على المعازف بأنها حرام، وهذا الكلام خاطئ ؛ لأنه لم يثبت صحة أي حديث منها . أما بالنسبة لحديث يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف0فهو ضعيف ، وذلك بسبب أن هناك أربعة رجال شواذ في الحديث أي ليسوا من رجال البخاري، بالإضافة أن هناك عنعنة، فأرجو تغيير الفتوى والرد ردا مفصلا على ذلك علما بأن الذي قال ذلك الدكتور حسين النقيب المتخرج من جامعة أم القرى فرع أصول الدين، وكان قد تتلمذ على يد السيد سابق في الماجستير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يمكن أن يقول عارف بالعلوم الشرعية، وخاصة علم الحديث، عن رجال إسناد رواه البخاري في صحيحه: (هناك أربعة رجال شواذ في الحديث، أي ليسوا من رجال البخاري) !!! ولعل السائل لم يطلع على كلام أحد من أهل العلم المتخصصين في علوم الإسناد في شأن هذا الحديث ! ويكفيك إخراج البخاري له بصيغة الجزم، وهذا إن سلمنا أنه معلق، وإلا فالتحقيق أنه موصول، فإن قول البخاري : "قال هشام بن عمار" محمول على الاتصال؛ لأنه شيخه. على أن هشاما لم يتفرد به، لا هو ولا شيخه صدقة بن خالد ! هذا وقد صحح الحديث جماعة من أهل العلم كالإسماعيلي وابن حبان والنووي وابن تيمية وابن القيم وابن الصلاح وابن حجر والألباني.
ويمكنك أن تقف على تفصيل الكلام على هذا الحديث في كتاب (تحريم آلات الطرب) أو (سلسلة الأحاديث الصحيحة) للشيخ الألباني. أو كتاب: (أحاديث المعازف والغناء: دراسة حديثية نقدية) لمحمد عبد الكريم عبد الرحمن. وراجع للفائدة عن هذا الحديث والكلام عليه وعلى حكم المعازف، الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 50253، 99615، 150349، 35708.
والله أعلم.