الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن عبد الله بن عباس رضي الله عنه حبر الأمة وفقيهها، وإمام التفسير، ولد على الأصح لسنة ثلاث قبل الهجرة، في شعب أبي طالب أثناء حصار قريش لبني هاشم.
على ما ذكر في الإصابة في تمييز الصحابة، وفي سير أعلام النبلاء، وكان يدعى فتى الكهول، أوتي لسانا سؤولاً، وقلبا عقولاً، وكان أجمل عصره وأفصحهم وأعلمهم، وكان إذا مر من طريق قال الناس: أمرَّ المسك؟ أم مر ابن عباس؟
دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. أخرجه الإمام مسلم.
وأخرج الإمام البخاري في فضائل الصحابة أنه دعا له أيضاً بقوله: اللهم علمه الكتاب. ، اللهم علمه الحكمة.
ولم نقف على وسيلة حفظه للقرآن، لكنه مع ذلك هو إمام التفسير وترجمان القرآن، وذكر الحافظ الذهبي أن له مسنداً يضم ألفا وستمائة وستين حديثاً، منها في الصحيحين خمسة وسبعون، وانفرد البخاري بمائة وعشرين، ومسلم بتسعة أحاديث.
وأن وفاته سنة سبع أو ثمان وستين هجرية، وأنه عاش إحدى وسبعين سنة رضي الله عنه وأرضاه وعن بقية الصحابة أجمعين وعنا وعن جميع المسلمين بفضله وكرمه آمين.
والله أعلم.