عنوان الفتوى : حكم مد القدمين في مواجهة المصحف والإنكار على من يفعل ذلك
في المسجد رجل عجوز، عند دعائه يقوم بالاعتدال نحو القبلة، وينصب رجله أمام المصحف مباشرة. فقمت وغيرت مكان المصحف، ولكن ترجع حمالة المصحف مكانها مرة أخرى، وفي مرة أخرى فعل نفس هذه الحركة أيضا، فقمت من مكاني وغادرت المسجد، وهذا الرجل العجوز أشك في أنه من العقليات التي لا تقبل النصيحة، وخاصة من مثل سني، ولربما يعتبر ما أقوم به تنطعا. ما الحكم؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي فهمناه من السؤال أنه يدعو جالساً، ناصباً قدميه في اتجاه المصحف، وقد بينا بالفتويين: 66643، 158807 حكم مد الرجلين أمام المصحف، وأنه دائر بين التحريم والكراهة.
وعليه، فيشرع نصحه، ويمكنك الاستعانة على ذلك بإمام المسجد، وكبار السن الذين قد يكون قبوله لهم أكثر منك، ويمكنك وضع المصحف على حمالة أعلى من مستوى قدميه؛ فإنه تزول الكراهة بذلك عند الحنفية.
ثم إن قولك: "العقليات التي..." قد يُفهم منه نوع احتقار لهذا الرجل الكبير الملازم للمسجد، والدعاء؛ فإن كان، فاتق الله؛ ففي الحديث الذي رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. التقوى ها هنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم:هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم. رواه البخاري.
والله أعلم.