عنوان الفتوى : ما ذكره المفسرون من قصة داود أكثره من الإسرائيليات
هل سيدنا داود عندما أصاب الخطيئة بقي ساجدا لمدة أربعين يوما حتى نبت تحته العشب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه الرواية من الإسرائيليات التي رواها المفسرون، ولم يثبت فيها عن الرسول صلى الله عليه وسلم شيء، وكذلك نوع الفتنة التي فتن بها داود عليه السلام لم يصح فيها حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
يقول ابن كثير رحمه الله عند تفسيره لقول الله تعالى: (وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ) [صّ:21]. وقد ذكر المفسرون هاهنا قصة أكثرها مأخوذ من الإسرائيليات، ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث يجب اتباعه، ولكن روى ابن أبي حاتم حديثاً لا يصح سنده، لأنه من رواية يزيد الرقاشي عن أنس، ويزيد وإن كان من الصالحين، لكنه ضعيف الحديث عند الأئمة، فالأولى أن يقتصر على مجرد تلاوة هذه القصة، وأن يرد علمها إلى الله عز وجل. تفسير ابن كثير 4/41.
ويقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسير لقوله: (وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ...) [صّ:24].
واعلم أن ما يذكره كثير من المفسرين في تفسير هذه الآية الكريمة مما لا يليق بمنصب داود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، كله راجع إلى الإسرائيليات فلا ثقة به، ولا معول عليه.
وما جاء منه مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا يصح منه شيء. 7/17.
والله أعلم.