معادن - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
أصدقاء البهرج والرخاء فقط لا يستحقون منك مجرد التفاتة، وأصدقاء الشدة يستحقون منك بذل المهج، والستر والتوسط يكشف لك الكثير من الوجوه على حقيقتها حيث لا طمع فيما في يدك -عن الواقع أتحدث-.، ستجد من يحوم حولك ويلتصق بك طالما الدنيا في يدك، مطلة من نافذتك تشير عليك..فإذا وقعت ذهب معظمهم ولم يبق إلا الأصيل وصاحب الخير، ومن يحبك لله دون غرض، وعند توسط الحال والستر تمتلك مرآة عجيبة تكشف لك الكثير من الوجوه سواء الكالحة أوالأصيلة طيبة المعدن، وفي كل الحالات عليك أن تتمسك بأصحاب المعادن النفيسة، ولا تلتفت لأصحاب المعادن المزيفة، فهم لا يساوون شيئاً..
عن أبى مالك الأشعرى قال: "كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم, فنزلت عليه هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة من الآية:101]، قال: فنحن نسأله إذ قال: «إن لله عبادًا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم ومقعدهم من الله يوم القيامة » قال: وفي ناحية القوم أعرابي, فجثا على ركبتيه ورمى بيديه، ثم قال حدثنا يارسول الله عنهم من هم؟
قال: فرأيت في وجه النبى صلى الله عليه وسلم البِشر، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «هم عباد من عباد الله من بلدان شتى، وقبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها، ولادنيا يتابذلون بها، يتحابون بروح الله، يجعل الله وجوههم نورًا ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس، ولا ينزعون ويخاف الناس ولا يخافون»" (رواه أحمد (5/341-343)، والبغوى فى شرح السنة (13/51)، وقال محققه: وشهر بن حوشب مختلف فيه وله شاهد بنحوه من حديث ابن عمر أخرجه الحاكم فى المستدرك (4/170-171)، وصححه وأقره الذهبي وآخر من حديث أبي هريرة عند ابن حبان فى صحيحه:2508).