عنوان الفتوى : الاغتسال لكل صلاة تنطع مذموم
أجد مشقة، أغتسل عند كل صلاة "5 مرات في اليوم" ؛ حتى أدخل للصلاة متيقنا أني طاهر طهارة تامة، وأخصص ملابس ألبسها وقت الصلاة فقط، وبعد الصلاة أغيرها، وهكذا عند كل صلاة. وقد سمعت بأن هناك ضررا في كثرة الاستحمام. فما الحكم إذا صليت الظهر قبل أذان العصر بنصف ساعة أو ربع ساعة، وكذلك المغرب قبل العشاء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به هو أن تترك الاغتسال لكل صلاة، فإنه من التنطع المذموم، ويبدو أنه ناشئ عن إصابتك بالوسواس، فعليك أن تقتصر على الوضوء إذا أردت الصلاة، فهذا هو ما شرعه الله لعباده، والله تعالى لم يجعل علينا في الدين من حرج، فلا ينبغي للمسلم أن يحرج نفسه بإلزامها ما لم يلزمه الله تعالى، بل إن اغتسالك هذا لا يجزئك عن الوضوء، ولا يرتفع به حدثك إن كان عن غير جنابة، إلا إذا نويت رفع الحدث، وغسلت أعضاء الوضوء مرتبا؛ كما أوضحناه في الفتوى رقم: 128234.
فعليك أن تجاهد نفسك في مدافعة هذه الوساوس، وألا تسترسل معها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يوقع في حرج عظيم.
وأما تأخير الصلاة وفعلها في آخر وقتها، كأن تصلي الظهر قبل العصر بربع ساعة -مثلا- فهذا جائز؛ لأن الصلاة يجوز فعلها في أي جزء من أجزاء الوقت؛ وانظر الفتوى رقم: 136972.
مع التنبه إلى أن صلاة الجماعة واجبة في حق الرجال البالغين، ما لم يكن عذر يبيح تركها.
والله أعلم.