عنوان الفتوى : دعاء القنوت في الصلاة لرفع وباء الخنازير
هل يجوز لنا أن نقنت في الصلاة حتى يفرج عنا الله تعالى هذا البلاء الذي نتج عن الإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير؟
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه
منذ أن دب الرعب في قلوب الناس بهذا الوباء ـ الذي نسأل الله أن يرفعه عنا بما شاء وكيف شاء ـ والناس مشغولون بالبحث عن مخرج من هذه الأزمة.
فبعد أن حسبت الحضارة أنها قادرة على كل شيء، فبإمكانها قهر المرض والفقر والمناخ، وغير ذلك بسبب النهضة العلمية التي أحدثت طفرة كبيرة في كافة مناحي الحياة، كثرت المصائب والبلايا لتبرهن على أن الإنسان ضعيف مهما تحصن بالعلم، ومهما طغى وتجبر، وتطاول في البنيان، فالله أكبر من كل كبير، وأعظم من كل عظيم.
فتارة نرى سيولا وأعاصير لا طاقة للبشر في دفعها، ولا حيلة لهم في التصدي لها، فيقفوا عاجزين بعد أن تدمر كل شيء بأمر ربها، ولا تملك أعتى الدول وأكثرها سلطانا، وأقواها بأسا، أن تفعل شيئا.
وتارة نرى أزمة مالية تأكل الأخضر واليابس، وتهلك الحرث والنسل، ولا يقوى أحد على تفسيرها والوقوف على أسبابها بشكل يقيني فضلا عن إيجاد الحلول المناسبة للخروج منها.
وثالثة الأسافي ـ ونرجو أن تكون الأخيرة ـ ما يعرف (بأنفلونزا) الخنازير ونسأل الله أن يرفع البلاء والضراء عن الناس أجمعين.
والعالم كله ـ المتحضر منه وغير المتحضر ـ يقف مكتوف الأيدي أمام هذا المرض الذي لا يعرف له دواء ناجعا حتى الآن .
ولا نكاد نسمع صوتا ـ إلا نادرا ـ ينادي الناس باللجوء إلى الله تعالى فهو مفرج الكرب ورافع الهم.
وبالتالي لا مفر ولا ملجأ إلا إليه، وعلى المسلمين بعد أن يأخذوا بالأسباب التي جعلها الله قي هذا الكون لمنع الضر أو دفعه ، أو رفعه.
وهذا الوباء يستلزم من المسلمين أن يرفعوا أكف الضراعة لله تعالى ، في الصلاة وغيرها حتى يرفع الله الهم ويفرج الكرب.