عنوان الفتوى : تعوّد على المعاصي عن طريق الإنترنت وحلف الطلاق ثم حنث

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله! نرجو لكم تمام العافية والصحة. ثم أقول لكم : أنني تعودت على المعاصي والفحشاء والأفعال المنكرة التي لا تذكر أمام الناس، فإذن أنا مهموم جدا، وأحاول لكي أجتنب عن تلك المشاهدات عبر الإنترنت وإتيان المعاصي والمنكرات، وأن أتوب إلى الله، لكن لا أستطيع أن أبتعد منها، ثم أخوض فيها مرة أخرة.
ومرة حلفت الطلاق لو اشتغلت بها، لكنني حثتتُ بعد ذلك.
فأخبروني بفضلكم سبيل الرشاد والاجتناب عن المعصية والمصيبة، والله يجزيكم في الدنيا والآخرة.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله،والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.

نسأل الله تعالى أن يهديك، وأن يصرف عنك السوء والفحشاء، وأن يجعلك من عباده المخلَصين.
بادئ ذي بدء نعلم أنك في غنى عن سماع الحكم الشرعي؛ فأنت على يقين أن ما تصنعه حرام، لذلك تنوي التوبة لكنك لا تلبث أن تعود.

ونصف لك أسبابا عملية للخروج من هذه الفتنة التي لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى :
1- إذا كنت تشاهد ذلك من خلال الإنترنت، فقم ببيع كارت المودم فورا، أو تخلص منه حتى يشفيك الله عز وجل، ولا تتعلل بأهميته وفوائده.
2- إذا كنت تشاهد ذلك من خلال الدش فقم بالتخلص منه، أو بتشفير القنوات الجنسية.
3- حاول أن تبحث عن رفقة صالحة تذكرك إذا نسيت، وتعينك إذا ذكرت.
4- املأ وقت فراغك بالعمل الصالح، والدعوة إلى الله، ولا تكثر الجلوس منفردا.
5- ادع الله بضراعة في أوقات السحر أن يعافيك، وألح على الله في ذلك.
6- انذر عن كل يوم تشاهد فيه هذه الأمور نذرا يتعبك كالصدقة بمبلغ كبير، أو بصيام يوم، أو بذكر الله بسبحان الله وبحمده ثلاثة آلاف مرة. وهذا لا أنصحك به إلا إذا كان قد بلغ خوفك من الله أنك توفي بالنذر. فإذا كنت تعلم من نفسك الجرأة على الله بعصيانه في الوفاء بالنذر فلا ننصحك به؛ حتى لا يجتمع عليك وزران.

7- أكثر من الصيام، واعلم أن من صام بالنهار عن الحلال، ثم أفطر في الليل على الحرام فقد أضاع أجر صيامه، وأتعب نفسه فيما لا فائدة فيه.
9- عاقب نفسك إذا عدت إلى ذلك بعقاب يؤلمك ويردعك.

أما بالنسبة ليمين الطلاق الذي أخذته على نفسك، فيجب عليك أن تكفر عن أيمانك، وهل عليك كفارة واحدة أم عليك كفارات بعدد مرات حنثك.

في المسألة خلاف بين الفقهاء فقيل إنه يجب عليك لكل يمين كفارة وقيل يكفيك كفارة واحدة إذا تكرر منك الحنث في كل مرة دون أن تكفر، وأختار لك المذهب الأول.

ويقول الشيخ محمد صالح المنجد –من علماء السعودية :
خير ما نوصيك به هو تقوى الله تعالى، والحذر من نقمته وغضبه، وأليم عقابه، فإن الله تعالى يمهل ولا يهمل، وما يؤمنك أن يطلع الله عليك وأنت على معصيته فيقول : “وعزتي وجلالي لاغفرت لك”.
وانظر إلى هذه الجوارح التي تسعى بها إلى المعصية، ألا ترى الله قادرا على أن يسلبك نعمتها، وأن يذيقك ألم فقدها؟
ثم انظر إلى ستر الله تعالى لك، وحلمه عليك، وأنت تعلم غيرته على عباده، فما يؤمّنك أن يغضب عليك، فينشكف أمرك، ويطلع الناس على سرك، وتبوء بفضيحة الدنيا قبل الآخرة.

وهل ستجني من النظر المحرم إلا الحسرة، والشقاء، وظلمة القلب؟
وهل أنك شعرت بمتعة أو لذة، يوما أو يومين ، أو شهرا أو سنة.. فماذا بعد؟
موت.. ثم قبر.. ثم حساب، فعقاب… ذهبت اللذات وبقيت الحسرات.
وإذا كنت تستحيي من أن يراك أخوك على هذه المعصية، فكيف تجعل الله تعالى أهون الناظرين إليك؟!

أما علمت أن الله يراك، وأن ملائكته تحصي عليك، وأن جوارحك غدا ستنطق بما كان؟
واعتبر بما أصبح عليه حالك بعد المعصية : هم في القلب، وضيق في الصدر، ووحشة بينك وبين الله.
ذهب الخشوع.. ومات قيام الليل.. وهجرك الصوم… فقل لي بربك ما قيمة هذه الحياة؟
كل نظرة تنظرها إلى هذه النوافذ الشيطانية، تنكت في قلبك نكتة سوداء، حتى يجتمع السواد فوق السواد، ثم الران الذي يعلو القلب، فيحرمك من لذة الطاعة، ويفقدك حلاوة الإيمان.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : “إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زيد فيها، حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكر الله (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).” (رواه الترمذي- 3257 وابن ماجة- 4234 وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه- 3422.)
صقل : أي نُقي وطُهر .

فكن ممن نزع واستغفر وتاب، وأكثر من التضرع لله تعالى أن يُطهر قلبك وأن يُحصن فرجك، وأن يُعيذك من نزغات الشيطان.
واجتنب كل وسيلة تدعوك أو تذكرك بالحرام، إن كنت صادقا راغبا في التوبة.
فبادر بإخراج هذا الدش من بيتك، واقطع صلتك بمواقع السوء في الانترنت، واعلم أن خير وسيلة تعينك على ترك ما اعتدته من الحرام، أن تقف عند الخاطرة والهم والتفكير، فادفع كل خاطرة تدعوك للمشاهدة، قبل أن تصبح رغبة وهمّا وقصدا ثم فعلا.

قال الغزالي رحمه الله : “الخطوة الأولى في الباطل إن لم تدفع أورثت الرغبة، والرغبة تورث الهم، والهم يورث القصد، والقصد يورث الفعل، والفعل يورث البوار والمقت، فينبغي حسم مادة الشر من منبعه الأول وهو الخاطر، فإن جميع ما وراءه يتبعه.” (إحياء علوم الدين 6/17)

وهذا مأخوذ من قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) سورة النور/21
وإن أمكنك الاستغناء التام عن الانترنت فافعل، إلى أن تشعر بثبات قلبك، وقوة إيمانك.
واحرص على الرفقة الصالحة، واحرص على أداء الصلوات في أوقاتها، وأكثر من نوافل العبادة، وتجنب الخلوة والتفكير في الحرام ما أمكن.
والخلاصة في العلاج فتح منافذ الخير، وسد منافذ الشر.
نسأل الله أن يوفقنا وإياك للتوبة الخالصة النصوح.

والله أعلم .

أسئلة متعلقة أخري
حكم اللقطة
طلاق الهازل والمخطئ
هل النقاب واجب ؟.
طلاق المعلق على شرط وحكمه
البلاغ بالرضاعة لمن علم
الذكر والدعاء يوم عرفة
حكم الزواج بثانية دون إبلاغ الأولى
حكم الطلاق المعلق
حكم إهمال الزوج أهله بحجة المكوث في المسجد
طلاق المعلق على شرط وحكمه
البلاغ بالرضاعة لمن علم
الذكر والدعاء يوم عرفة
تريده زوجا وهو متزوج فهل هناك حرج؟
التجاوزات بين المخطوبين، والحل في ذلك
الاستمتاع بالحائض
طلاق المعلق على شرط وحكمه
البلاغ بالرضاعة لمن علم
الذكر والدعاء يوم عرفة
هل للإبن غير الشرعي حقوق في الإسلام
حكم زواج المسلمة من غير المسلم
عمل المرأة فى مدارس البنين والعمل فى البنوك
طلاق المعلق على شرط وحكمه
البلاغ بالرضاعة لمن علم
الذكر والدعاء يوم عرفة
شروط الزواج
عدة الرجل
الزواج أم طاعة الوالدين
طلاق المعلق على شرط وحكمه
البلاغ بالرضاعة لمن علم
الذكر والدعاء يوم عرفة
اشتراط القصد في الطلاق
الزواج بلا ولي والطلاق عبر الهاتف
اختيار جنس الجنين: بين العلم والفقه
طلاق المعلق على شرط وحكمه
البلاغ بالرضاعة لمن علم
الذكر والدعاء يوم عرفة
اشتراط القصد في الطلاق
الزواج بلا ولي والطلاق عبر الهاتف
اختيار جنس الجنين: بين العلم والفقه
طلاق المعلق على شرط وحكمه
البلاغ بالرضاعة لمن علم
الذكر والدعاء يوم عرفة