عنوان الفتوى :
ما ذا يقول العلماء عمت -فيوضهم العالية-في المسألة المذكور أعلاها: إن الصبي المميز إذا سبق إلى الصف الأول عند إقامة الصلاة مع وليه ثم لم يتأخر بنفسه ولم يؤخره وليه أخذ القول بعض أهل العلم الذين يقولون: إن الصحيح إقرار الصبي المميز في مكانه من الصف الأول إذا سبق إليه.فإذا عمل بهذا القول فهل يجوز لأحد أن يقول إن الصبي ووليه مخطآن وعاصيان.وما حكم الشخص الذي هدد الصبي بإمساكه ورميه من المسجد إلى خارجه.والرجل الذي يمنع الصبيان المميزين ودخولهم في المسجد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلف العلماء فيما لو سبق الصبي المميز إلى الصف الأول هل يؤخر ليصلي محله من هو أفضل منه على قولين:
فمنهم من قال بتأخيره ومنهم من قال يقر على مكانه في الصف.
قال العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله وهو من فقهاء الشافعية: ولو حضر الصبيان أولاً لم ينحوا للبالغين.
والحنابلة على قولين:
وهذه المسألة من مسائل الاجتهاد التي لا ينكر فيها على المخالف، ومن قلد عالماً ممن يقول بإقرار الصبي على محله في الصف لم يكن مسيئاً ولا عاصياً،
وأما عن دخول الصبيان المسجد فالصبي المميز لا نعلم خلافاً بين العلماء في جواز دخوله المسجد واعتكافه فيه لأنه يؤمن من تلويثه إياه وهو من أهل العبادة ممن أي من تصح عبادتهم.
وإنما جرى الخلاف بين العلماء في إدخال الصبي غير المميز إلى المسجد فمن قائل بالتحريم ومن قائل بالكراهة.
قال صاحب الدر المختار من علماء الحنفية.
ويحرم إدخال صبيان ومجانين حيث غلب تنجيسهم وإلا فيكره.
وقال في المدونة: وسئل الإمام مالك عن الصبيان يؤتى بهم إلى المساجد فقال: إن كان لا يعبث لصغره ويكف إذا نهي فلا أرى بهذا بأساً وإن كان يعبث لصغره فلا أرى أن يؤتى به إلى المسجد وقال زكريا الأنصاري من فقهاء الشافعية:
والصبيان يدخلون المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى الآن من غير نكير والقول بكراهة دخول الصبيان ليس على إطلاقه بل يختص بمن لا تمييز له
وعلى هذا فلا يجوز لأحد منع الصبيان المميزين من دخول المسجد للصلاة أو غيرها من العبادات.
ومن فعل هذا فهو مسيء مخطئ يبين له الصواب فإن رجع فذاك، وإلا رفع أمره إلى الجهات المختصة لتكفه عن ذلك.
والله أعلم.