عنوان الفتوى : كيف تصل المتزوجة إلى أعلى درجات الجنة؟
ما على المرأة المتزوجة حتى تكون في أعلى درجات الجنة؟ وهل التي تموت في الولادة شهيدة بإذن الله؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالله تعالى علّق دخول الجنة على الإيمان والعمل الصالح، فقال: وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ {غافر: 40}.
ووعد سبحانه أن يدخل المؤمنين الجنة، فقال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {التوبة: 72}.
وثبت عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه: مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ. رواه البخاري ومسلم.
فهذا الوعد هو للرجل وللمرأة المتزوجة وغير المتزوجة، فإذا أرادت المرأة المتزوجة أن تكون في أعلى درجات الجنة فعليها أن تخلص في عبادة ربها وتطيع زوجها، فإن طاعة زوجها في المعروف داخلة في عبادة ربها، فقد روى أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها، دخلت من أي أبواب الجنة شاءت.
وقال صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة... رواه الترمذي وغيره، وقال: حديث حسن.
وأما المرأة التي تموت في الولادة: فهي شهيدة، فقد روى مالك في الموطأ وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تعدون الشهادة ؟ قالوا: القتل في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد.
قال الباجي في المنتقى: والمرأة تموت بجمع قيل: تموت بالولادة، وقيل: تموت جمعاء بكرا غير ثيب لم ينلها أحد.
والله أعلم.