عنوان الفتوى : استعمال مكبرات الصوت في الأذان هل هو بدعة ؟
الذي أفهمه من عبارة "البدعة" هو الأمور المستحدثة في الدين. وعليه، فكيف تصنف رفع الأذان باستخدام مكبرات الصوت؟ .
الحمد لله.
لمعرفة معنى البدعة وضابطها راجع السؤال (7277) و (10843).
وأما الأذان بواسطة مكبرات الصوت فلا حرج فيه لأنه وسيلة لإيصال الأذان إلى السامعين والوسائل لها أحكام المقاصد ، فرفع المؤذن صوته وتبليغه للناس أمرٌ مقصودٌ مطلوب ، وما كان وسيلة إلى هذا المقصد فهو مطلوبٌ أيضاً .
" فكما أن استعمال الأسلحة القوية العصرية والعناية بها داخل في قوله تعالى : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) , واستعمال الوقايات والتحصينات عن الأسلحة الفتاكة داخلٌ في قوله تعالى : ( وخذوا حذركم ) ، والقدرة على المراكب البحرية والجوية والهوائية داخل في قوله تعالى : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) ، وجميع ذلك وغيره داخل في الأوامر بأخذ جميع وسائل القوة والجهاد ، فكذلك إيصال الأصوات والمقالات النافعة إلى الأمكنة البعيدة من برقياتٍ وتليفونات وغيرها داخلٌ في أمر الله ورسوله بتبليغ الحقِّ إلى الخلق ، فإن إيصال الحقِّ والكلام النافع بالوسائل المتنوعة من نعم الله ، وترقية الصنائع والمخترعات لتحصيل المصالح الدينية والدنيوية من الجهاد في سبيل الله ." انتهى من خطبةٍ للشيخ بن سعدي حين وضع مكبِّر الصوت في المسجد واستنكره بعض الناس .(مجموعة مؤلفات ابن سعدي ج6 ص51) .
وكذلك استعمال شبكة الإنترنت لإيصال العلم النافع ودعوة الناس إلى الإسلام هو من الأمور المفيدة جداً التي تُحقق معاني شرعية عظيمة .
نسأل الله أن يعيننا على طاعته ، وصلى الله على نبينا محمد.