عنوان الفتوى : الدعاء بالزواج من النبي عليه الصلاة والسلام...نظرة شرعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:أما بعد:هل يجوز للمرأة المسلمة أن تدعو الله أن تتزوج من الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في الجنةجزاكم الله خيراً.....
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من دعاء الله تعالى برفقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة، وقد روى مسلم في صحيحه عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سل، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود.
والقاعدة أن الله تعالى يعطي أهل الجنة كل ما يحبون ويشتهون، قال تعالى: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [الزخرف:71].
وعليه، فلا مانع من أن تتزوج المرأة في الآخرة من تحب وتشتهي، لعموم الآية السابقة، ولو كان هذا المرغوب هو رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بل هذا دليل على علو الهمة، والرغبة في الخير، لكن ينبغي أن يكون هذا الدعاء مصحوباً بالعمل الصالح الذي يناسبه، لأن الشيء المطلوب ينال بسببه.
وقد ذكر الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين: أن علياً رضي الله عنه مر على رجل يعبث بالحصى بيديه، وهو ساجد يصلي ويقول: اللهم زوجني الحور العين، فقال له علي رضي الله عنه: بئس خاطب القوم أنت!! تخطب الحور العين، وأنت تعبث بالحصى. انتهى
وقد وعد الله تعالى نبيه المقام المحمود، وطلب منه ثمنه فقال: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً [الإسراء:79].
وعسى في حق الله محققة، وراجعي الفتوى رقم:
16600، والفتوى رقم:
2369.
والله أعلم.