عنوان الفتوى : هل يجب تطهير ورقة الامتحان إذا أصابتها نجاسة وعليها اسم الله
أنا مريض بالوسواس، وكنت أدرس تحاليل طبية، وفي الامتحانات يأتون إلينا بعينة بول للفحص، ودم، وأحيانًا عينة بول، وأحيانًا لا تكون بولًا، بل بياض بيض، أو زلال؛ لفحص البروتين، ولا أستطيع الاحتراز من هذه النجاسات، وفي إحدى الامتحانات فحصت عينة، ولا أدري أهي بول، أم زلال بيض، وكنت أفحصها وأسجل النتائج على كراسة الامتحان، وكراسة الإجابات - كما تعلمون - مكتوب فيها البسملة، وأثناء الفحص ألمس الكراسة بيدي لتسجيل النتائج، فهل أكفر إذا لمس شيء من العينة - التي لست متأكدًا أهي بول أو لا – الورقَ؟ وهل يجب عليّ أن أغسل الورق الذي أتحرج من ملامسته الماء لئلا يتلف؟ علمًا بأن ذلك الامتحان كان قبل سنين، ولا أدري هل هو موجود في الجامعة أم لا؟ وهل يجب عليّ أن أسأل عنه في لجنة الامتحانات وأغسله؟ وإذا لم أغسله هل أكفر؟ وكذلك حدث مع عينة الدم في امتحان منفصل.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يُعافيك من الوساوس، وأن يُلهمك رشدك، وأن يُعيذك من شر نفسك.
واعلم أن الشيء إذا كان فيه اسم الله، فالواجب تعظيمه، وصيانته عن الإهانة، والاستخفاف.
وأما بخصوص العينة - المحتمل نجاستها - وورقة الامتحان: فالقاعدة أنه لا ينجس شيء بالشك، فالأصل طهارة الورقة، ما لم تتيقن تنجسها، ولو فرضنا تنجسها، فقد بينا في الفتوى رقم: 191583 أن بعض العلماء يرون العفو عن يسير النجاسة مطلقًا، ولا حرج عليك في الأخذ بهذا القول ما دمت مصابًا بالوسوسة.
وعليه، فليس للكفر هنا مدخل، وأنت لم تقصد الاستخفاف، ولا الإهانة، فاصرف عن نفسك وساوس التكفير.
ولو فرضنا تنجس الورقة: فإنه لا يجب تطهيرها بالماء إذا كان يؤدي إلى تلفها.
وعليه، فلا يلزمك البحث عن الورقة في لجان الامتحانات.
وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 144453، 141048، 139839.
والله أعلم.