صرخة العفاف
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
المنتدى
صرخة العفاف
عبد الوهاب حسين الأمير
من هناك.. من بين الموت وأنقاض الحياة، من الأرض المسلمة الأبية، من الشيشان، صرخت بي..
بك..
بنا..
بكل مسلم غيور، صرخت وملء صوتها إباء الأرض التي تنتمي إليها وكبرياؤها، صرخت قائلة: وأخاطب فيك الإنسانا ...
بل ألهب منك الوجدانا أفؤادك حيٌّ أنشده ...
أم أنسج صوتي أكفانا؟ أمي قد رفعت أيديها ...
لم تنزل إلا جثمانا وأبي حملوه بلا نعش ...
كم عانى منهم كم عانى وأخي كم يحمل مديته ...
ليقاوم قصفاً..
نيراناً وأنا..
كم نزفت أحداقي ...
من رعبٍ حلَّ فما بانا وشريدٌ ينصب خيمته ...
فيقضُّ القصف الأركانا قد فرت منه نظرته ...
عيناه..
ينبش جدرانا يبحث عن دار تعرفه ...
صارت قيعاناً..
قيعانا وصبيٌ يمسح دمعته ...
ما جاوز عشراً..
جوعانا عرياناً والثلج يدثره ...
مشدوهاً يمضغ حرمانا ودموع ترسم مهجته ...
في الدرب هموماً أحزانا صيحات تزرع محنته ...
لكن لم تحصد آذانا أفؤادك حيٌ يبصره ...
أم صار الثلج الأكفانا؟ إنسانٌ أبغي يسمعني ...
وأظنك تحوي إنسانا لولاك ولولا محنتنا ...
ما كنت طلبت الإحسانا