عنوان الفتوى : معنى قوله تعالى (وما ربك بظلام للعبيد)
السلام عليكم و رحمة اللة و بركاته كنت أتناقش مع صديق لي في بعض الأمور الدينية ثم سألني عن تفسير كلمة (ظلام) بمعنى كثير الظلم (و ما ربك بظلام للعبيد) فالمعنى الخاطئ الذي تركز في مخيلته هو أن الآية تنفي كثرة الظلم أو الإكثار من الظلم ولكن لا تنفي الظلم كله فما المعنى الصحيح للكلمة في هذه الآية وهل يجب التكفير عن التفكير بهذا الشكل في الذات الإلهية؟وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقوله تعالى: (وما ربك بظلام للعبيد) [فصلت: 46] أي لا يظلم أحداً من خلقه بل هو الحكم العدل الذي لا يجور تبارك وتعالى وتقدس وتنزه الغني الحميد ولهذا جاء في الحديث عن مسلم رحمه الله من رواية أبى ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا). وقد يكون مرد هذا الفهم الخاطئ للآية هو أن نفي (ظلام) المشعر للكثرة يفيد ثبوت أصل الظلم، وأجيب عن ذلك بأن وعده بأن يفعله بهم لو كان ظلماً لكان في معنى الكثير لعظمه، فنفاه على حد عظمه لو كان ثابتاً. وإذا حدا بالإنسان تفكيره إلى ما يوجب النقص في الله سبحانه وتعالى فعليه أن ينته عن ذلك ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ولا بأس أن يطلب من العلماء ما يزيل هذا الفهم الخاطئ لديه. والله تعالى أعلم.