عنوان الفتوى : حكم مناداة الإنسان بأسماء الحيوانات
هل يجوز التشبيه بالحيوانات أثناء المزح كأن أنادي فتاة بـ يا جاموسة كناية عن السمنة، أو أنادي آخر بـ يا ديناصور وغيره، مع رضاهم. هل يدخل هذا في السباب ؟ هل يجوز التشبيه بالعفريت كأن أقول للفتاة الصغيرة يا عفريتة كناية عن مشاغبتها؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الكلام لا يخلو من بعض المحاذير الشرعية، ففيه التنقص، والعيب، والسب الذي يستحق صاحبه الأدب والتعزير.
فقد قال محمد عليش المالكي في شرحه لمختصر خليل: الخرشي: لو قال: يا فاسق، أو يا فاجر، أو يا شارب الخمر، أو يا ابن الفاسقة، أو يا ابن الفاجرة، أو يا آكل الربا، أو يا حمار، أو يا ابن الحمار، أو يا خنزير أو ما أشبه ذلك فإنه يؤدب. انتهى.
وجاء في غمز عيون البصائر شرح الأشباه والنظائر: قال الولوالجي في فتاواه: للزوج أن يضرب زوجته على أربعة أشياء وما في معناها، ففي قوله: وما في معناها إفادة عدم الحصر، فما في معناها ما إذا ضربت جارية زوجها غيرة ولم تتعظ بوعظه، فله ضربها. كذا في القنية. وينبغي أن يلحق به ما إذا ضربت الولد الذي لا يعقل عند بكائه؛ لأن ضرب الدابة إذا كان ممنوعا فهذا أولى ومنه ما إذا شتمته، أو مزقت ثيابه، أو أخذت لحيته، أو قالت له: يا حمار، يا أبله، يا بغلة، أو لعنته. اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى في كلامه على السب الذي يشرع رده بالمثل: وكذلك له أن يسبه كما يسبه، مثل أن يلعنه كما يلعنه، أو يقول: قبحك الله، فيقول: قبحك الله، أو أخزاك الله، فيقول له: أخزاك الله، أو يقول: يا كلب يا خنزير، فيقول: يا كلب يا خنزير. فأما إذا كان محرم الجنس مثل تكفيره، أو الكذب عليه لم يكن له أن يكفره ولا يكذب عليه، وإذا لعن أباه لم يكن له أن يلعن أباه؛ لأن أباه لم يظلمه. انتهى.
والله أعلم.