عنوان الفتوى : حديث الجلوس ، في ذكر الله ، من بعد صلاة العصر الى المغرب
قال صلى الله عليه وسلم : ( لأن أقعد أذكر الله تعالى وأكبره وأحمده وأسبحه وأهلله حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق رقبتين من ولد إسماعيل ، ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب إلي من أنْ أعتق أربع رقبات من ولد إسماعيل ) . رواه الإمام أحمد وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (466) . فهل يشترط أيضا عدم التحرك فى المكان بعد صلاة العصر إلى المغرب ، والالتزام بمكاني وألا أتكلم مع أحد ، مثل الحديث الآخر الذي فيه : من جلس بعد صلاة الفجر فى مصلاه حتى تشرق الشمس ، فصلى ركعتين : كان له أجر حجة وعمرة ، تامة ، تامة ، تامة . أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أم لا يشترط الثبات في المكان ، وعدم الكلام في حديث الذكر من العصر الى المغرب؟ أفيدونا بارك الله فيكم .
الحمد لله
أخرج أبو داود في سننه (3667) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ
: أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ،
وَلَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى
أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ : أَحَبُّ إِلَيَّ مَنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً. حسنه
الألباني.
وأخرج أحمد في مسنده (22185): عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ أَذْكُرَ اللهَ تَعَالَى مِنْ طُلُوعِ
الشَّمْسِ أُكَبِّرُ وَأُهَلِّلُ وَأُسَبِّحُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ
أَرْبَعًا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَأَنْ أَذْكُرَ اللهَ مِنْ صَلَاةِ
الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ : أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ
كَذَا وَكَذَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ " .
وفي رواية أخرى في المسند أيضا برقم (22194): " لَأَنْ أَقْعُدَ أَذْكُرُ اللهَ
وَأُكَبِّرُهُ وَأَحْمَدُهُ وَأُسَبِّحُهُ وَأُهَلِّلُهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ
: أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ رَقَبَتَيْنِ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ وَلَدِ
إِسْمَاعِيلَ، وَمِنْ بَعْدِ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ : أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ ".
فبان بذلك : أن الروايات مرة جاءت بلفظ (لأن أذكر الله) ومرة بلفظ (لَأَنْ
أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى) ، وهذه الرواية ـ وهي رواية
القعود مع الذاكرين ـ "لإفادة أن بركة مجالس الذكر تحصل لمن شارك فيها ، وجالس
أهلها ، حتى لو كانوا هم يذكرون الله ، أو يتلون القرآن ، وهو يسمع منهم ، ويغشى
مجالسهم ؛ فهم القوم لا يشقى جليسهم .
ينظر : "مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (3 / 327).
والمقصود بالذكر ما " يعم الدعاء، وتلاوة القرآن، والصلاة على النبي صلى الله عليه
وسلم ، ويلحق به ما في معناه، كدرس العلوم الشرعية" .
انتهى من مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3 / 327).
ولا يظهر أنه يشترط لتحصيل هذا الأجر البقاء في نفس البقعة التي كان فيها أثناء
الصلاة ، في المسجد ، أو البيت ، من غير حركة , بل يحصل له ذلك ، إن شاء الله ، ما
دام في نفس المسجد ، أو المكان الذي صلى فيه ، وإن انتقل إلى بقعة أخرى ، أو تحرك
هنا وهناك .
ولا يظهر ـ أيضا ـ أنه يشترط ترك التحدث مع الناس جملة , بل الحديث العارض ، ونحوه
مما يحتاج إليه : لا بأس به ، إن شاء الله .
وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم (109794).
ولكن ينبغي على من أراد تحصيل هذا الأجر العظيم : أن يصبر نفسه على ذكر الله
تعالى ، وتسبيحه ودعائه وتلاوة كتابه العزيز, وألا ينشغل بالحديث مع الناس في
الأمور الدنيوية التي يستدرج الشيطان الناس إليها ليصرفهم عن ذكر الله تعالى
وعبادته .
والله أعلم.
أسئلة متعلقة أخري |
---|
حديث الجلوس ، في ذكر الله ، من بعد صلاة العصر الى المغرب |