عنوان الفتوى : مآخذ على قصيدة البوصيري

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

هل ترى أن كل هؤلاء الناس من العلماء لم يعلموا أن فيها شركاً وكفراً! قال السفاريني في ثبته 158: ونروي بردة البوصيري وسائر تآليفه من نظم ونثر بالسند المتقدم عن الكمال بن حمزة الحسيني عن أبي العباس بن عبد الهادي: أخبرنا أبو عبدالله النحوي، أنا أبو حيان قال الحسيني: أخبرنا البوصيري ـ قال ابن حجر الهتيمي: وقد حصلت رواية هذه القصيدة وغيرها من شعر الناظم من طرق متعددة، منها بل أعلاها: أني أرويها عن شيخنا شيخ الإسلام وخاتمة الحفاظ، أبي يحيى زكريا الأنصاري الشافعي، عن العز أبي محمد بن الفرات، عن العز بن بدر جماعة، عن ناظمها، وعن حافظ العصر ابن حجر العسقلاني – يعني شارح البخاري ـ عن الإمام المجتهد السراج البلقيني والسراج ابن الملقن، والحافظ زين الدين العراقي عن العز بن جماعة عن ناظمها، وأرويها أيضاً عن مشايخنا، عن الحافظ السيوطي عن جماعة منهم: الشمني الحنفي، بعضهم قراءة، وبعضهم إجازة، عن عبد الله بن علي الحنبلي، كذلك عن العز بن جماعة عن الناظم ـ انتهى ـ المنح المكية في شرح الهمزية ـ لابن حجر الهيتمي: 1: 109، من سمع البردة أو حفظها من الأئمة الأعلام، الحافظ ابن حجر العسقلاني سمعها على محمد بن محمد الغماري المعجم المؤسس 3: 246 الإمام مجد الدين الفيروز أبادي سمعها على العز بن جماعة العقد الثمين 2: 393، الإمام محمد بن أحمد الفاسي صاحب العقد الثمين سمعها على الفيروز أبادي، الإمام إبراهيم بن علي القلقشندي، حفظها الضوء اللامع ج 1: 77، الإمام إبراهيم بن علي بن ظهيرة، سمعها على أحمد بن إبراهيم الرشيدي الضوء اللامع ج 1: 88، وقد شرح هذه البردة جملة من أكابر العلماء منهم، خواص بعض أبيات بردة البوصيري لعبد السلام بن إدريس المراكشي 660، الإمام النحوي ابن هشام الحنبلي المتوفى سنة761هـ، فقد شرح قصيدة البردة شرحاً لغوياً سماهُ بـالكواكب الدرية، ابن الصائغ المتوفى سنة 776هـ، الإمام إسماعيل بن الأمير يوسف بن الأحمر نزيل فاس شرح البردة في مجلد: 807هـ، 1404م، شرح البردة لسعيد بن سليمان السملالي الكرامي 882ه، إسماعيل بن الأمير يوسف بن الأحمر نزيل فاس شرح البردة في مجلد: 807هـ، ابن العماد صاحب كتاب: شذرات الذهب، المتوفى سنة 808 هـ، العلامة المدقق جلال الدين المحلي، المفسر للقرآن وشارح جمع الجوامع، والمنهاج في الفقه سماه: تعليق لطيف على بردة المديح، وفي بعض المصادر بعنوان: الأنوار المضيئة في مدح خير البرية، الحافظ الحجة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري سماه: الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة، الشيخ ابن مرزوق التلمساني المالكي، الإمام المحقق المحدث شرحين كبير وصغير، له كثير من المصنفات أشهرها شرحه على البردة، سماه: إظهار صدق المودة في شرح البردة، ويقع 297 لوحة، وله شرح آخر مختصر من هذا الشرح سماه: الاستيعاب لما في البردة من المعاني والبيان والبديع والإعراب، ذكر في الكبير أنواعاً من العلوم، الضوء اللامع 7: 50الإمام الحافظ المحدث الفقيه نور الدين مُلا علي قاري الحنفي صاحب كتاب: الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة، وكتاب المِنح الفكرية على متن الجزرية، وكتاب: المورد الروي في المولد النبوي، وكتاب: شرح الفقه الأكبر، المتوفى سنة 1014، الإمام المحدث شهاب الدين القسطلاني شارح البخاري، سماه: مشارق الأنوار المضيئة في شرح الكواكب الدرية، واستعملها في كتابه المواهب اللدنية وطرز كتابه بها، واستعملها في سيرته العلامة الحلبي مع الهمزية، العلامة الثاني السعد التفتازاني قدس سره النوراني صاحب التآليف السائرة في الآفاق من خمس وسبع البوردة من جل علماء الأمة الإسلامية، قال السخاوي: جمع من تخاميس البردة ما ينيف على ستين الضوء اللامع 10 ـ 337، الأعلام 8ـ 258، وسبعها على ما شهر العلامة البيضاوي صاحب التفسير المشهور طبع بعنوان: الكواكب الدرية تسبيع البردة البوصيرية في مدح خير البرية، تخميس البردة لمحمد بن علي الشاطبي الأندلسي البرجي:870هـ.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقصيدة البردة تشتمل على غلو في شخص النبي عليه الصلاة والسلام، وإطراء منهي عنه شرعا, وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله. رواه البخاري.

وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتوى رقم: 5211.

كما سبق لنا بيان أنه لا حرج في قراءتها على من يستطيع تمييز الصحيح من السقيم، وأن قارئ ذلك يؤجر بحسب نيته وإصابته للحق في مقاله، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 151191.

وبذلك يتضح أن أبيات البردة ليس كلها مذموما، وإنما يقتصر الذم على ما كان فيه مخالفة أو محظور شرعي كالغلو المشار إليه آنفا، ومن ذلك قول البوصيري:
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به     سواك عند حلول الحادث العمم.
وقوله:
فإن من جودك الدنيا وضرتها     ومن علومك علم اللوح والقلم.

وعلى ذلك؛ فلا غرابة أن يقرأها أو يحفظها طائفة من أهل العلم الثقات... هذا مع الإقرار أن بعض حملة العلم من الصوفية أو الطرقية ومن وافقهم يقرر ما في البردة من مخالفات، وكلٌّ يؤخذ من قوله ويترك، والعبرة في إصابة الحق، وموافقة الشرع واتباع السنة وسبيل الصحابة ومن حذا حذوهم، وقد مدح النبيَّ صلى الله عليه وسلم منهم جماعة دون إفراط، كحسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن زهير، وفيهم الأسوة والقدوة. 

والله أعلم.